هذه قصة طبيب بلا ساقين اصبح نجماً لا يشق له غبار في رياضة الغولف. انه الدكتور ديفيد غاودين البالغ من العمر 52 عاماً، والذي يعمل في مستوصف تانغيفاهوا للطب الباطني في هاموند بولاية لويزيانا؛ وهو أب لثلاثة اطفال - ولدين وبنت - من زوجته بيث التي تعمل طبيبة تمريض. لقد درج هذا الطبيب على ممارسة نشاطه الرياضي بدون الإستعانة بالأرجل الصناعية. ولمزاولة الرياضة والتصويبات، يستخدم الدكتور ديفيد ذراعاً عضلياً لنصب القضيب الحديدي والتمكن من الجلوس على المقعد، ثم يحاول ارسال الكرة داخل المدار؛ وذلك بمهارة يحسده عليها كبار النجوم. ويصف الدكتور ديفيد تجربته مع الغولف قائلاً: «لقد تعرضت للسقوط عدة مرات، ولم أصب سوى بكسر في الكتف». أما التصويبات والضربات الأخرى، فإنه ينفذها وهو يسير عبر المضمار مرتكزاً على يديه كلتيهما؛ ثم يقوم بتطبيق الحركات التي تتطلبها اللعبة مستخدماً احدى يديه؛ كما انه يلجأ الى استخدام الأدوات والمعدات القياسية لمزاولة نشاطه الرياضي. وأما زملاؤه من لاعبي الغولف، فإنه ينبغي عليهم الا يضيعوا وقتهم هدراً في محاولة مساعدته على النهوض او نحوه، لأنه يفضل الإستناد على قدميه. ويبرر ذلك بقوله: «إن هذا جزء من العلاج الطبيعي. اننا جميعاً نستطيع تقديم افضل ما لدينا بالإعتماد على ما لدينا». يشار الى ان الدكتور ديفيد ولد بدون ساقين اثر تعرضه لمتلازمة عظم الفخذ والقصبة الصغرى والزند (femur-fibula-ulna). بيد ان الإصابة لم تكن حائلاً دون ممارسته لأنشطته الحياتية اليومية بصورة كاملة ومتكاملة. ففي المدرسة الثانوية، شارك الدكتور ديفيد في فريق المصارعة وزن 122 - 130 رطل؛ وهو يتذكر تماماً كيف انه كان يجندل خصومه ومنافسيه بعد ترويض ذراعه وعضلاته. ولعل من دواعي الأسف بالنسبة له انه سرعان ما تعرض للإيقاف والحرمان من المشاركة في مباريات المصارعة لأنه كان اقوى مما ينبغي. وفي سن السابعة عشرة، التحق بوظيفة صيفية في معسكر للتدريب على كرة القدم. وقد غيرت هذه الوظيفة مجرى حياته عندما اقترح عليه احد المدربين ان يصبح طبيباً بدلاً عن ان يكون مدرباً رياضياً. وقد تحدث عنه احد الناشطين في رياضة الغولف، فقال: «ان الدكتور ديفيد يثبت كيف يمكن للإنسان ان يكون عظيماً».