اعلن الرئيس السوري بشار الأسد الذي بدأ أمس زيارة لموسكو تستغرق اربعة ايام، في حديث مع صحيفة روسية انه سيسعى إلى الحصول من روسيا على مساعدة لارساء الاستقرار في الشرق الأوسط وكذلك في الأزمة المرتبطة بايران، وليس على اسلحة كما تخشى (اسرائيل). وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «ازفيستيا» أمس يبثها تلفزيون «بيرفي كنال» العام ايضا مساء اليوم الثلاثاء ان المحادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ستتناول «الأزمة المتصاعدة المرتبطة بايران». واضاف «في حال لم نجد حلاً لهذه الأزمة فان العواقب ستصل حتى اوروبا». وتابع ان «المسألة الأخرى التي ستبحث هي عملية السلام في الشرق الأوسط المعطلة منذ سنوات». واضاف الأسد ان «روسيا دولة عظمى وتتحمل مسؤولية كبيرة في تطور المستجدات في العالم» لذلك «عليها المساهمة في ارساء الاستقرار في الشرق الأوسط». واكد الأسد ان مسألة بيع الصواريخ التي تحدثت عنها الصحف لن تدرج على جدول اعمال هذه الزيارة، موضحا ان «وزير الدفاع الروسي (سيرغي ايفانوف) اكد انه لا وجود لصفقة من هذا النوع (بيع صواريخ روسية لدمشق) واريد ان اؤكد انه خلال الزيارات الرسمية لسنا مرغمين على الاطلاق درس التفاصيل الفنية لعقود كهذه». وفي الأسابيع الاخيرة نشرت صحف معلومات عن صفقات لبيع سوريا صواريخ روسية من طراز «اسكندر اي» او «ايغلا» ما اثار توترا بين اسرائيل وموسكو. ونفت روسيا ذلك نفيا قاطعا. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الاثنين ان الرئيس بوتين تعهد على ما يبدو في اتصال هاتفي الخميس الماضي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عدم التوقيع مع دمشق على صفقات لبيع صواريخ مضادة للطائرات. وعلمت (الرياض) من مصادر مطلعة في الكرملين والخارجية الروسية أن برنامج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا سيكون مكثفاً وغنياً سواء من خلال اللقاءات أو البرامج المرافقة. وأوضحت هذه المصادر أن برنامج الأسد سيبدأ في معهد الدبلوماسية التابع للخارجية الروسية الذي أعد لقاء خاصا مع الرئيس السوري الذي سيلقي كلمة أمام طلاب وأساتذة المعهد ويجيب عن الأسئلة التي يمكن أن توجه إليه في القاعة الكبيرة للمعهد وستتم الزيارة إلى هذه المؤسسة العلمية الدبلوماسية الكبيرة في التاسعة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء. وحسب هذه المصادر سيقوم الرئيس الأسد إثر ذاك بزيارة إلى الساحة الحمراء حيث يضع إكليلا من الزهور فوق ضريح الجندي المجهول ومن ثم يتوجه إلى الكرملين حيث يتوقع أن يبدأ لقاؤه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر هذا اليوم كما يلتقي برئيس مجلس الشيوخ الروسي سيرغي ميرونوف في الخامسة بعد الظهر وأن هناك فرصة لإعداد لقاءات أخرى حسب الظروف المتاحة في حين يلتقي في اليوم التالي برئيس البرلمان بوريس غريزلوف ورئيس الحكومة ميخائيل فرادكوف. وأشارت بعض المصادر إلى أن الرئيس السوري قد يتوجه إثر اختتام برنامجه في موسكو إلى عاصمة الشمال سانت بطرس بورغ ليقضي فيها اليوم الأخير من زيارته حيث ينتظره بالدرجة الرئيسية القسم الثقافي والسياحي من برنامج هذه الزيارة في حين نفت مصادر السفارة السورية في موسكو ل(الرياض) هذه الأنباء منوهة بأن البرنامج المعتمد حتى الآن لا يلحظ زيارة بطرس بورغ . وسيكون حسب إعلانات وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عشية الزيارة موضوع التسوية في الشرق الأوسط محوريا في مباحثات الرئيسين السوري والروسي في الكرملين مشددا على ان سوريا من الدول المفتاحية للتسوية الشرق اوسطية وسيتم كذلك تناول الوضع المحيط بالعراق إلى جانب التعاون الثنائي ونوه لافروف بأن هناك طيفا واسعا من مجالات التعاون سيتم التطرق إليها إلى جانب توقيع مجموعة من الوثائق التعاونية وخاصة تحديد الأرضية القانونية للتعاقد بين الطرفين وخاصة في مجالات الطاقة والمواصلات والتعدين والصناعة الاستخراجية. وأفادت مصادر روسية أخرى ل(الرياض) بأن الاستعدادات قد اتخذت بشكل إيجابي لعقد الجلسة الثانية لمجلس رجال الأعمال الروس والسوريين في إطار هذه الزيارة وأن هناك مقترحات واقعية عملية إنشاء شركات مشتركة في عدد من المجالات الصناعية والاستثمارية والسياحية والسعي لإنشاء منطقة تجارة حرة للبلدين . من جهة ثانية أعلنت بعض وسائل الإعلام الروسية أن الجانبين قد توصلا قبيل الزيارة إلى حل مبدئي لمسألة الديون الروسية على سوريا بحيث يتم شطب قرابة عشرة مليارات دولار من هذه الديون التي تزيد قليلا عن 13 مليار دولار حسب هذه المصادر التي أكدت أن لقاء قد جرى قبل أيام في موسكو بين وزير المالية السوري محمد الحسين ونظيره الروسي الكسي كودرين تم خلاله الاتفاق على تسوية هذه المسألة في حين لم تؤكد مصادر السفارة السورية في موسكو ولم تنف هذه المعلومات .