أثبتت المباحث العامة في المملكة أن مهامها وجهودها وإنجازاتها مغايرة كليا لمسماها، وأنها اليوم تستحق مسمى يعكس حقيقة مهامها في العصر الراهن.. فهي جهاز حكومي أمني يعنى بمسؤولية حفظ أمن المجتمع والمحافظة عليه من خطر أعدائه سواء أكان هؤلاء الأعداء في الخارج ام في الداخل أم حتى كان هؤلاء الأعداء من أبناء المجتمع نفسه. فقد أثبتت المباحث العامة في المملكة أنها ولله الحمد جهاز مختلف عن أمثاله في كثير من دول العالم هذه الحقيقة أكدتها الكثير من الحقائق والوقائع والأحداث والشواهد خلال السنوات الأخيرة. ولعل حوادث الإرهاب الإجرامية التي تعرض لها المجتمع السعودي وما بذله جهاز المباحث العامة من جهود جبارة تؤكد نجاح وفعالية هذا الجهاز في خدمة الدين والوطن والمجتمع ككل.. ولكن قد يكون من سوء حظ المباحث العامة ان معظم هذه الجهود غير معلنة لأسباب مختلفة.. ولكن وهو الأهم ان جهاز المباحث في المملكة ولله الحمد استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يقدم بكل شفافية صورة ايجابية ومختلفة عن المفهوم والانطباع السابق لدى المجتمع عن أمثال هذا الجهاز في كثير من الدول وخاصة الدول العربية. ففي يوم الثلاثاء الماضي نجحت المباحث العامة في المملكة للمرة الثانية في التواصل الإيجابي وبنجاح كبير مع المجتمع ومع الإعلام من خلال ندوة (الأمن والإعلام) التي نظمتها كلية نايف للأمن الوطني وبمشاركة حشد كبير ورفيع المستوى من الإعلاميين والمتخصصين في الإعلام المرئي والإعلام الالكتروني (صحيفة الرياض تاريخ 17 / 2 / 2015م)، وخلال هذه الندوة ألقى معالي مدير المباحث العامة الفريق أول عبدالعزيز بن محمد الهويريني كلمة حملت الكثير من الحقائق المهمة من أبرزها: - ان أعداء الوطن ينشرون الأكاذيب التي تحاول النيل من مجتمعنا ووطننا. ينبغي أن تواجه هذه الأكاذيب بالحقائق. - أن يكون الجميع كإعلاميين وأمنيين حريصين على التأكيد على دور اللحمة الوطنية ونبذ الخلافات التي تدعو إلى الفرقة وعدم الالتفات لها. - السير نحو هدف مشترك يحقق التكامل لتوجيه الرأي العام نحو السلوك الصحيح البعيد عن التقسيمات المجتمعية. - الا يسمح للتطرف في أي جانب كان أن يحضر بيننا في وطننا. - لدينا العديد من المقومات الإيجابية التي يجب أن نبرزها في ظل رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده. - لابد من التعاون والتوجه إلى العمل الذي يخدم المصلحة الوطنية والانتصار على الأعداء. - ان يكون لنا موقف حازم ضد من يحاول النيل من وطننا والحذر من الخوض في الأمور التي تثير أبناء المجتمع السعودي الذين عُرفوا بتكاتفهم ووقوفهم خلف ولاة الأمر صفاً واحداً في كل الظروف. - المباحث ليست جهازا قضائياً فهي تجمع المعلومة وتقدمها للجهات المسؤولة والقضاء. - المباحث لا تتعامل مع القضاء بشكل مباشر بل هي تقدم المتهمين إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي بدورها تحيل المتهمين في حال ثبتت التهم إلى القضاء. - المباحث لا تأخذ الناس بالشبهات والأقوال وعلى المزاج. - كل من لديه دليل على أحد عليه أن يتقدم والمباحث تتحرى وتتأكد. - المباحث حريصة على تحقيق العدالة التي تحتاج إلى دليل لتنفيذها. - الدولة لا تحاسب أي شخص مهما كانت ميوله إلا إذا توفر دليل، والمباحث لا تأخذ الناس بالظن أو الشكوى. - المباحث لم تتعامل مع أي شخص إلا وفق أدلة. - المباحث لا تأخذ أي إنسان إلا بجرم مشهود. - من لديه شيء على جهاز المباحث فليشتكِ على القضاء ليقاضيهم. - القضايا ذات الطابع الفكري لابد من الموافقة العليا المسبقة.. هذا المؤتمر وهذا الحضور الإعلامي والأمني والاجتماعي الكبير الذي حظي به هو خطوة غير مسبوقة على المستوى العالمي والعربي ما يؤكد أن هذه المبادرة تمثل نجاحا كبيرا لوزارة الداخلية ككل، وللمباحث العامة التي أكدت اليوم أنها ليست (مباحث) بقدر ما هي جهاز من المجتمع وللمجتمع، جهاز يبذل منسوبوه جهودا جبارة على مدار الساعة لحماية الوطن والمجتمع في الداخل والخارج بدون رهبة أو خوف. وفق الله المخلصين في هذا الجهاز وفي كل القطاعات الأمنية الساهرين على حماية الدين والوطن والمجتمع من الأعداء المتربصين، والحمد لله والشكر له سبحانه على نعم الأمن والاستقرار والوحدة والتآلف التي ننعم بها في هذا الوطن في ظل قيادته.. [email protected]