في برنامج تلفزيوني لإحدى القنوات الفضائية يأخذ أحياناً جانب الجدية في مواضيعه ناقش في إحدى الحلقات الدراما السورية والمصرية وسطوع نجم السورية في الفترة الأخيرة على الساحة الدرامية وتخطيها جميع الدول حتى الدراما المصرية التي تعتبر أعرق دراما عربية، وأاستضاف البرنامج مجموعة مختلفة من المهتمين بالدراما من الجانبين السوري والمصري وتناولت الجلسة أسباب نجاح الدراما السورية وتفوقها على المصرية وبطبيعة الحال امتد الحديث ليشمل الدراما العربية ومنها الخليجية والحركة التي حصلت لها في السنوات الأخيرة وكان من ضمن الحضور مؤلف ومنتج مصري مخضرم تحدث عن حركة الدراما العربية وعن نشاط بعض الدول فيها واهتمامها بها وأثناء حديثه قال (حتى السعودية!!) بدأت تنتج مسلسلات وأعتقد انه لا يقصد بالإنتاج هو وجود مسلسلات فالمسلسلات موجودة منذ فترة زمنية لا بأس بها ولكنه يقصد الحراك الدرامي داخل هذه المسلسلات بصرف النظر عن مستوى الجودة، وحقيقة هو معذور فيما قاله وهذا ليس موضوعنا فما نود التحدث عنه هو حجم الإنتاج السعودي. لماذا إنتاجنا قليل ومحدود صحيح أننا لا نريد أن يكون الكم على حساب الكيف ولكننا نستطيع أن نوفق بين الجانبين بقليل من التنظيم والمرونة والمتابعة والجدية لتقديم أعمال بمواصفات فنية جيدة مع أني لم أر ما يشفي الغليل في أعمالنا المحلية فيما يخص جماليات العمل الفني والذي لا يعتمد فقط على النص والتمثيل فهناك عناصر أخرى كثيرة ركزت عليها الدراما السورية فتفوقت بالإضافة لجمال النص الجمال البصري والواقعية والدخول في بعض التفاصيل اليومية للإنسان أحياناً علاوة على الموسيقى والرمزية والإخراج وغيرها الكثير، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الدراما السورية لا تحظى بميزانيات عالية فهذا معناه أنها لم تأت بمعجزة أو خارقة في هذا العصر لتتربع على عرش الدراما العربية وتظهر بهذا الثوب الأنيق الجميل فكل ما في الأمر أن هناك صدقاً وإخلاصاً وحباً لهذا المجال وعندما توفرت هذه العوامل في العاملين مع متابعة الجهة المنتجة أي ما يقابل وزارة الإعلام لدينا ظهرت الأعمال بهذا الجمال والإبداع حتى إننا نعتقد أن هناك تقييماً للعمل بعد تنفيذه وقبل بثه ونسمع أنه حتى أعمالنا تمر بنفس هذه المرحلة رغم أن بعض الاعمال المحلية التي نراها نتمنى أن لا يقال لنا إنها تمر بالتقييم بعد تنفيذها فكيف يمر عمل دون المستوى في معظم جوانبه إن لم يكن كلها على لجنة تقييم ثم تسمح ببثه؟! وكيف يوجد لجنة تقييم ومازال عدد من المنتجين يتعاملون باستهتار مع العمل وكأنه صفقة تجارية ضاربين بالجانب الفني عرض الحائط رغم الميزانيات الضخمة التي تحصل عليها كتعميد وهذا لا خلاف فيه إذا روعي العمل وأخذ حقه في التنفيذ وظهر عملاً يلبس ولو جزءاً من طبيعة العمل الدرامي فخلو أعمالنا من هذه الأساسيات جعل كلمة حتى السعودية تقال عنا فنحن لا نعاني من نقص أموال ولكن نعاني من كيفية تحديد العمل والفرق بين أن ما تحصل عليه كتعميد هو لإنتاج عمل فني أو صفقة تجيرها لعمل تجاري أو تعتاش منها.