اتهم محافظون معارضون رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالاستسلام للاتحاد الاوروبي والتخلي عن المصالح البريطانية حيث ابدى استعداده للتفاوض حول 7 مليارات جنيه استرليني تحصل عليها بريطانيا كل عام من موازنة الاتحاد.. وكانت رئيسة الوزراء السابقة مارجريت نانشر حصلت على حق الحصول على هذا المبلغ في عام 1984م. وكانت بريطانيا في هذا الوقت تعاني من ازمات اقتصادية فشجعها الاتحاد على استرداد بعض المال من حقها التي تدفعها للاتحاد سنوياً. وقد توجه بلير لزيارة بعض الدول الاوروبية الشرقية التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي وهو ينوي التخفيف من تشدده السابق. الذ ي كان يرفض التفاوض على التنازل عن اتفاق مارجريت تانشر مع الاتحاد الاوروبي. وكان المفوض البريطاني لدى الاتحاد بيتر ماندلسون دعا بلاده للتراجع عن موقفها حتى تكسب دول اوروبا الشرقية الحديثة التي تؤيد اصلاحات رئيس الوزراء البريطاني. وهاجم جرهام براولي «بلير» بشدة واتهمه بالتراجع عن موقف سابق مما يعد الاستسلام للكامل للاتحاد الاوروبي. ويرى محافظون ان «بلير» خان الموقف البريطاني لصالح الضغوط الاوروبية التي نجحت في تحريكه من موقفه. وكان «بلير» واجه عزلة شديدة داخل قمة الاتحاد الاوروبي في يونيو الماضي، مما ادى إلى تجميد النظر في موازنة الاتحاد وانفجار الخلافات داخل الاتحاد الاوروبي بسبب رفض «بلير» التراجع عن موقف بلاده تجاه النسبة العائدة لها من موازنة الاتحاد. وقال الحزب الحاكم ان موقف رئيس الوزراء هدفه الحوار وتشجيع مسيرة الاتحاد والالتزام بمساعدة الدول الشرقية الفقيرة التي انضمت الى الاتحاد وتحتاج لمساعدات جمة لبناء اقتصادها والانضمام الى مسيرة التنمية الاوروبية التي تعتمد على قواعد السوق الرأسمالي المفتوح. جاء تحرك «بلير» مع نهاية فترة زعامة بريطانيا للاتحاد الاوروبي واصرارها على دفع المسيرة الاتحادية للمزيد من الاندماج على قواعد ديموقراطية. وكانت بريطانيا اختلفت مع فرنسا والنمسا واسبانيا، وعدة دول اخرى مما عزلها داخل الاتحاد الاوروبي. وقرار بلير بالتخلي عن بعض الأموال العائدة للندن من موازنة الاتحاد هدفه إنهاء هذه العزلة.