مع رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله – عن دنيانا جسداً إلا أنّ حضوره وأثره لا يزالان يعطّران الذاكرة، ويلهمان الجميع بالحديث والكتابة عنه نثراً وشعراً. فقد شهدت الندوة الثانية "الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ذاكرتهم" شهادات بحضور صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس الهيئة العليا لمهرجان الجنادرية انثيال ذاكرة المتحدثين عنه معددين مآثره ومناقبه الكثيرة وصفاته القيادية والإنسانية وغيرها. فقد استهل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الندوة التي ادارها د. محمد آل زلفة بكلمة أدبية ضافية جاء فيها: مشاركون: كان مقدّراً لأهل الفكر ووسيط خير دائماً وبثّ أمل أُمّة إنه عمي.. وإنه عبدالله بن عبدالعزيز الملك الصالح المصلح.. يقول ويفعل ويبني فيحكم البنيان.. غيور على دينه.. أسد في عرينه إذا انتفض أخاف.. وإذا أعطى أضاف كلماته قليلة.. وأفعاله جليلة له عروبة أبية.. وروح إسلامية غنية.. وفي عفويته جاذبية.. سعى واحتسب.. ولم شمل المسلمين والعرب وأعطى وما طلب.. أسس لحوار أتباع الأديان.. بإيمان وكافح الإرهاب.. بكل الأسباب.. واجه مؤامرات الصغار بمواقف الكبار ودرأ الخطر عن البحرين فهزم أعداء البلدين وكشف خدعة العصر فأنقذ بالحكمة مصر أما في الداخل فحدث ولا حرج.. طور التعليم لبناء مستقبل كريم.. وضاعف الجامعات.. وابتعث البعثات وأسس «موهبة» للموهوبين وشجع الإبداع للطامحين.. وبنى للرياضة ملاعب وساحات وأعان الأندية الأدبية بمساعدات ومكن المرأة في الشورى وفتح لها أبواب العمل مشكورا.. ثم جعلها تَنتخب وتُنتخب في مجالس البلديات مع النخب.. وزار المناطق.. وتفقد المرافق وعدل بين الأطراف والعواصم فسقى الجفاف ووازن القواسم.. أنشأ المدن الاقتصادية.. ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وجامعته العالمية للعلوم والتقنية ومركز للدراسات والأبحاث البترولية وطور نظام القضاء وأنشأ مركزاً للحوار الوطني وآخر للحوار عالمي.. وأنشأ وزارة للإسكان وهيئة لمكافحة الفساد.. ومن أهم انجازاته في نظري أنه من بعد عمر بن الخطاب رفع عن البيعة النقاب.. فكان أول من وضع نظاماً للبيعة.. جعل لأسلوب الرأي في الاختيار هيبة.. إن حفظناها وطورناها أسسنا للمسلمين بناها ومنحناهم قطف جناها.. إنه عمي.. ما قدمت له طلباً للتنمية إلا أجابه ولا مشروعاً مدروساً إلا أجازه.. ويستعجل الإنجاز وينشد الإبداع والإعجاز.. وسع الحرم.. وأقر مشروع إعمار مكة.. ودراسة تطوير المشاعر المقدسة.. والنقل العام في كل من مكةوجدة.. وفي جدة مطار.. وللحرمين قطار.. وللعشوائيات مشروع إنساني فيه تصحيح أوضاع المقيم البرماوي إنه عمّي .. استخلصني فأخلصت له وائتمنني فحفظت الأمانة.. قال لي: أنا اخترتك قلت: فديتك، خدمتك وصدقتك قال: أوصيك بمكة الإنسان والمكان وضيوف الرحمن.. قلت: لك ولهم ما بقيت في هذا الزمان جزاه اللّه عني خير الجزاء وأسكنه جنان الخلد مع الأبرار والخلصاء ترك في كل واحةٍ نخلة.. وفي كل حديقةٍ زهرة.. وفي كل قلبٍ نبضة.. أحب الناس فأحبوه وصدقهم فصدقوه وفارقهم فبكوه .. إنه عمّي .. إنه عبداللّه بن عبدالعزيز.. والسلام .. كما تحدث صاحب السمو فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود عن الملك الراحل الذي قال إنه أشرق في حياتي كما أشرق في حياة أبنائه من مواطني هذه الأرض الطيبة وواصل قائلاً: الشروق لإنسان شجعني ومكنني من التمتع بهوايتي التي كان يدفعني دائماً لها ممازحاً: ها قد حان وقت الغروب فأمسك بالشمس قبل أن يحتويها الشفق. مضى الأمير فيصل سرده واصفاً الراحل بالصدق والطيبة والبساطة هي ما تحمله وتجسده مجموعة الصور لسيدي ووالدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في "مجموعة شروق وغروب" خلال مسيرة سنين ساقني قدري بأن تشرفت بمرافقته رحمه الله في بعض رحلاته وبعض أوقاته الخاصة لأسجل بعدستي لحظات لها خصوصيتها المعبرة عن حقيقة هذا القائد الإنسان الذي مثل بداية أمل أمة تحمل تطلعات وهموم رجل آمن بالله قبل كل شئ ثم بهذه الأرض الطاهرة وقدرات انسانها. من جانبه تحدث السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية والتعاون سابقا في المملكة المغربية عن تلك العلاقة الأبوية التي جمعته بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، رحمه الله، وقال: "قام الراحل بأعمال جليلة واصلاحات كبرى في المملكة العربية السعودية، كما اطلق مبادرات سياسية وتنموية جريئة نالت الثناء والاشادة في حينها، وستظل شاهدة على عهده، مكملة لمنجزات من سبقه وممهدة لمن خلفه". وفي حديثه عن منجزاته العربية قال بن عيسى "كان حاسما في تعاطيه مع التحولات السياسية ومع الأزمات والخلافات التي عصفت بالوطن العربي. كان داعية خير وتآلف متسامحا حتى مع الذين حاولوا الإساءة إلى المملكة العربية السعودية متفهما ضعفهم وقصور نظرهم". أما د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فقد استعرض عدداً من لقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- واصفاً إياه برجل المرحلة حيث كانت سنوات قيادته للمملكة سنوات فخر واعتزاز، وأضاف، أعماله في خدمة دينه ووطنه وأمته ومحبته للإنسانية هي أهم صفاته ومناقبه. الأمير متعب متابعاً الندوة الأمير فيصل بن عبدالله وحديث عن علاقته بالراحل المشاركون في الندوة يستذكرون مآثر الراحل (عدسة/ حسن المباركي)