كلنا سمعنا بكائيات إعلاميين كثيرين بعد خروج المنتخب الأولمبي السعودي وهزيمته أمام احتياط اليابان، وهم يحمّلون أحمد عيد المسؤولية الكاملة، لست مدافعا عن هذا الرجل ولكن اختلف معهم، فهم يريدون إقالة الرئيس، وانتخاب رئيس آخر وكأنهم يزيدون العجين ماء ولا يحلون المشكلة، لا نريد أن يصبح رئيس الاتحاد مثل المدربين كل عام يقالون بسبب النتائج. المنتخب السعودي اعتادت جماهيره على نتائجه السلبية ولم يعد أحد يستغرب خروجه من المنافسة في البطولات باكرا، فهذا أمر أصبح مألوفا ولكن هناك نقطة تغافل عنها الجميع وهي عقلية اللاعب السعودي التي اختلفت من لاعب هاو إلى لاعب محترف وهنا تكمن المشكلة التي غابت عن الجميع، كلنا نعلم أن جيل البطولات هواة ومحبين لكرة القدم وعندما كانوا يرتدون قميص المنتخب الذي كان يعني لهم الكثير كقيمة تشريفية لا كقيمة مادية كانوا يقاتلون داخل الملعب لأن عقولهم تصور لهم انهم الآن في مهمة وطنية كبيرة يجب التضحية بكل شيء وبالفعل هناك لاعبون ضحوا وتعرضوا لإصابات شديدة وهم يحملون قميص المنتخب ونحن نعرف أن اللاعب الذي يتعرض للإصابة من الصعب أن يعود لمستواه وهذا أمر طبيعي، وعلى سبيل المثال المهاجم عبدالله شيحان الذي تعرض لقطع الرباط المتصالب وهو يمثل المنتخب في تصفيات كأس العالم الذي نجح بالوصول لها، وكلنا نذكر هذا الوصول، ولكن لا نذكر اللاعبين الذين ضحوا بمستقبلهم الرياضي من أجل نظام المنتخب. وكلنا شاهد لاعبين كبارا مثلوا "الأخضر" يظهرون على شاشة التلفاز يشتكون من ضيق الحال المادي لهم. كلنا نعرف الآن أن لاعبينا المميزين يتقاضون في أنديتهم عقودا مادية ضخمة فحين يتم استدعاؤهم إلى المنتخب هم لا ينظرون لذلك انه امر تشريف هم يرون ذلك جزءا بسيطا من عملهم فيرتدون قميص المنتخب ولديهم فكرتان لا تفارقان عقولهم أن تضحية النجوم القدامى ذهبت أدراج الرياح وايضا يعرفون حق المعرفة أن تعرضهم لإصابة مع المنتخب ربما يؤثر سلبا على مستقبلهم الرياضي فلاعب كرة القدم الحالي لا يريد أن يصبح حاله بعد تركه المستطيل الأخضر كحال بعض النجوم القدامى في المنتخب، وهذا حق مشروع للاعب إذ من المفترض أن يعالج اتحاد كرة القدم الأمر هذا بالتأمين على لاعبي المنتخب حتى يضمن اللاعب حصوله على تعويضات كبيرة تؤمن مستقبله بعد الله اذا تعرض للإصابة وهو يمثل المنتخب وهذا أمر معمول به في الأندية الأوروبية الكبرى، ونتمنى من الاتحاد السعودي ان ينظر لهذا الأمر.