حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد الإصابات بفيروس في آي إتش المسبب لمرض الايدز وقالت في بيان إعلامي إنه مع حلول اليوم العالمي لمكافحة الإيدز 1 كانون الأول/ ديسمبر تشير الدلائل والمعطيات الى توجهات غير مطمئنة فيما يتعلق بانتشار المرض والعدوى بفيروسه في إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية وإقليم الشرق وشمال أفريقيا التابع لبرنامج الأممالمتحدة للإيدز. وتكشف هذه الدلائل عن تزايد حالات العدوى بفيروس العوز المناعي البشري HIV المسبب للإيدز في بلدان مثل الصومال والجماهيرية العربية الليبية والمغرب، والجزائر. كما تكشف أن النمط الأساسي لنقل العدوى هو الاتصال الجنسي غير المأمون، على الرغم من تزايد أهمية معاقرة المخدرات حقناً كنمط لنقل العدوى ولاسيما في جمهورية إيران الإسلامية والجماهيرية العربية الليبية. وفي ما عدا السودان، تنخفض المعدلات الوطنية لانتشار عدوى فيروس الإيدز في كل بلدان الإقليم مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن معظم أوبئة عدوى الإيدز تتركز في مناطق جغرافية بعينها وبين الفئات الأكثر تعرضاً للخطر مثل البغايا والمتعاملين معهن والمعاقرين للمخدرات حقناً واللواطيين. وفي المملكة العربية السعودية يشير بحث أجري في العاصمة الرياض أن نصف حالات العدوى بالفيروس المناعي البشري قد وقع خلال ممارسات جنسية بين الذكور والإناث وأن معظم النساء المصابات هن زوجات انتقل إليهن الفيروس من أزواجهن اما الرجال فأصيبوا بالعدوى من ممارسة الجنس المدفوع الأجر. في الوقت نفسه كشف البحث أن نسبة كبيرة من الإصابات (26٪) تُعزى إلى نقل الدم الملوث أو مشتقاته بالفيروس وذلك في فترة مبكرة من ظهور الوباء. وفي مصر تشير المعلومات الرسمية الى وجود اصابات ناجمة عن الجنس غير المأمون سواء بين الرجال والنساء والذي تعزى إليه نصف حالات الإصابة بالعدوى، أو الجنس بين الرجال والذي يعزى إليه خُمس حالات الإصابة بالعدوى. على أن الباحثين لاحظوا مستويات مرتفعة من السلوكيات المحفوفة بالخطر بين معاقري المخدرات حقناً في القاهرة على سبيل المثال. حيث ذكر نصف الذين أجرى عليهم البحث من معاقري المخدرات حقناً أنهم استخدموا إبراً غير معقمة في الشهر السابق على البحث. وفي المغرب وعلى الرغم من أن معدل انتشار الفيروس المسبب للإيدز بين النساء المترددات على عيادات الرعاية الولادية مازال منخفضاً، فقد تضاعف هذا العدد ضعفين بين عامي 1999 و2003 حيث وصلت النسبة الى 0,13 أما بين البغايا والمساجين فقد ارتفعت النسبة بشكل ملحوظ الى 2,3٪ و0,8٪ على التوالي. وفي جمهورية إيران الإسلامية ينتقل فيروس العوز المناعي البشري المسبب للإيدز على نطاق واسع بين معاقري المخدرات الذين بلغ عددهم عام 2003 نحو مئتي ألف شخص وثمة توقعات بمزيد من الانتشار بين هذه الفئة. وقد أوضحت دراسة حديثة أجريت بين المترددين على المراكز العمومية للمعالجة من تعاطي المخدرات في طهران، وجود علاقة مباشرة بين عدوى فيروس العوز المناعي البشري وبين الحقن بالمخدرات، والسجن والممارسات الجنسية. ويعتقد أن ما بين ستمئة الى ألف شخص يتعايشون مع مرض الإيدز وعدواه في الأردن، حيث تنخفض نسبة انتشار فيروس العوز المناعي البشري بين البالغين انخفاضاً شديداً (حوالي 0,02٪). أما في اليمن، فيعتقد أن انتقال العوز المناعي البشري يقع على نطاق واسع من خلال البغاء، أما نمط انتقال العدوى الواضح في كل من البحرين والكويت وعمان فهو الحقن بالمخدرات. وبصفة عامة، تنقص المعرفة بالإيدز في هذه المنطقة من العالم وتندر الممارسات الوقائية حتى بين المجموعات السكانية الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالعدوى، ولاشك أن الحاجة ماسة لجهود متضافرة لتقديم استراتيجيات وقائية أكثر فعالية.