نعم، لقد كان عاشقاً للجغرافيا منذ أن عرفته.. فعندما تخرج في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة في عام 1386ه وحصوله على درجة البكالوريوس في الجغرافيا، تابع عشقه للجغرافيا بحصوله على درجة الماجستير في الجغرافيا من جامعة القاهرة في عام 1398ه ، ثم الدكتوراه من نفس الجامعة في عام 1401ه ، وكان موضوع رسالته: «الموانئ السعودية على البحر الأحمر: دراسة في الجغرافيا الاقتصادية» والتي طبعت في كتاب حصل فيه المؤلف على جائزة السيد أمين مدني لبحوث الجزيرة العربية في عام 1416ه من يد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير المدينةالمنورة آنذاك. ولعل من المواقف التي تبين حرصه على التأصيل الجغرافي اشتراكي معه في ذلك البحث الذي قمنا بإعداده عن: توزيع الشعاب المرجانية في البحر الاحمر بالمملكة العربية السعودية، والذي قدمناه لندوة: «بيئة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر» بجامعة الملك عبدالعزيز في عام 1404ه . وكنت قد اسهبت كثيراً في النواحي العلمية التي تميز بيئة الشعاب المرجانية، فقال لي على رسلك (يا أبا حُميد) حاول أن تجغرف البحث حتى لا يتحول الى موضوع علمي بحت.. لأننا نريد إظهار فكرة توزيع الشعاب المرجانية جغرافياً في البحر الأحمر، بدلاً من التركيز فقط على البيئة والعوامل البيئية للشعاب المرجانية..!!. فكرة جغرفة البحوث التي كان يعشقها - رحمه الله - كانت فكرة أساسية في جميع الموضوعات التي كان يتناولها او يشرف عليها او يقوم بتحكيمها. والأستاذ الدكتور محمد أحمد الرويثي كان بالاضافة الى عشقه للجغرافيا محباً وعاشقاً للمدينة المنورة، أرضاً وشخصية وتاريخاً وبيئة وسكاناً، ولعل من أروع الكتب التي حررها وشارك في إعدادها كتاب: «المدينةالمنورة: البيئة والانسان». ويمتد عشقه للمدينة المنورة في عدد من الكتب والابحاث ومنها: الشخصية الجغرافية للمدينة المنورة ، تطور الوظيفة الصناعية في المدينةالمنورة.. وغيرهما من الكتب والأبحاث. وعندما اصبح رئيساً لتحرير مجلة العقيق الصادرة عن النادي الادبي بالمدينةالمنورة في عام 1412ه وحتى وفاته في عام 1421ه ولحوالي عشر سنوات مثمرة، كان يعمل جاهداً لجعل المجلة منبراً للثقافة والبحث العلمي، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الادبي والفكري للمملكة العربية السعودية عامة، وللمدينة المنورة بشكل خاص. وفي ذكراه الخامسة التي حلت يوم الخميس 17 نوفمبر 2005م لا يسعني إلا أن أقول: رحمك الله يا أبا معتز، وأسكنك فسيح جناته، لقاء ما قدمته لدينك وأهلك واصدقائك ووطنك. ولا أنسى هنا دور زوجتك الكريمة وانجالها من بنين وبنات في جعل ذكراك العاطرة مستمرة، كما لا أنسى دور أسرتك في إهداء مكتبتك القيمة الى مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، لكي يستفيد منها طلاب العلم والمعرفة على مر الزمان وتعاقب الايام... والله ولي التوفيق.