كنت اظن الشكاوى العديدة التي سمعتها أو قرأت عنها والكاريكاتيرات التي شاهدتها في الصحف حول المعاناة الشديدة التي لقيها وابتلي بها كل من حصل لسيارته حادث مروري وصار تقرير المرور لصالحه على الطرف الثاني. فإنه برغم ذلك وقد أصيب بالروعة جراء الحادث والهموم التي سيلاقيها والمتاعب التي سيواجهها مع ورش الصيانة والسمكرة واحتياجه إلى سيارة أخرى، اما بالأجرة أو بالإعارة من أحد معارفه لتقوم مقام سيارته ريثما يتم إصلاحها. رغم ذلك كله وانه صاحب الحق الكامل أو الأكبر على الطرف الثاني فهو مهدد بمتاعب ومشكلات من نوع جديد ربما يذهب فيها ماء وجهه وكأنه متسول متى بدا بمسلسل المتاعب والاهانات بمطالبته بدفع التعويض خاصة إذا كان الطرف الثاني يحمل بطاقة من إحدى شركات التأمين على الرخصة فمن المؤكد أن معاناته ستطول لما سيلاقيه من متاعب عديدة بسبب الأنظمة المعقدة التي جاءت مع عقدة التأمين وستضيع أوقاته لتردده ما بين الشركة وإدارة المرور مما سيجعل موضوع الحادث فيما بعد بالنسبة له في طي النسيان. هذه المعاناة التي اطلت علينا منذ ابتلينا بمشكلة التأمين على الرخصة ما كنت أصدق ما قيل وما كتب عنها إلا انه ضرب من الخيال ونوع من المبالغة لكن بعدما حصل حادث يسير - ولله الحمد - لأحد أقربائي وعايشت معه بنفسي جزءاً كبيراً من حلقات هذا المسلسل الرهيب وكان صاحبي له الحق الكامل 100٪ حسب تقرير المرور أيقنت بعده ان ما قيل وكتب عن مثل هذه المعاناة قليل من كثير ولكي تصدقوا معي ذلك اذكر لكم ملخصاً لمسلسل الاهانات والمتاعب التي عشتها بنفسي وعندي الأوراق الثبوتية بذلك. ففي آخر شهر شعبان لهذا العام وقع حادث التصادم فأخذ قريبي تقرير المرور على ان الحق له بالكامل فذهبت نيابة عنه لمتابعة مجريات المشكلة فسلم لي المرور الذي وقع الحادث في نطاق خدماته المعاملة كاملة وفيها صورة لبطاقة التأمين من الطرف الآخر وقال لي مسؤول المرور: خذ حقك من شركة التأمين لاصلاح السيارة فبدأت المشكلة حينما اتصلت بمسؤول آخر بالمرور ليعطيني رقم هاتف الشركة أو يحدد لي موقعها فاعتذر فتوسلت إليه وتلطفت معه وأمطرته بدعوات كثيرة حتى هداه الله ففتح درج مكتبه وبحث في الملف فيه فاعطاني رقم الشركة وقررت بعدها مواصلة المشوار رغم ان مبلغ التعويض زهيد جداً لاكتب بلهجة صادقة وقلب معنى لمن يهمهم من المسؤولين ما عايشته بنفسي فوق ما سمعته عن هذه المشكلة فاتصلت بالشركة مرات ومرات على مدى أيام ثلاثة فلا أحد يرد عليّ وبعد محاولات يائسة في أيام أخرى رد علي رجل اعجمي لم افهم من كلامه سوى بضع كلمات فوصف لي بلغته الاعجمية وشيء من العربية الركيكة موقع الشركة فذهبت حسب الوصف الذي فهمته فبحثت عن موقع الشركة في الحي والشارع المحدد لي من الاتصال الهاتفي فتبين لي خطأ فهمي من لغة المتحدث حيث اشتبه عليّ مسمى الشارع بشارع آخر والحي بحي آخر فلله الأمر من قبل ومن بعد حيث يلزمني معاودة الاتصالات اليائسة بالشركة لاستفهم مرة أخرى عن موقع الشركة الصحيح فبعد اتصالات أخرى في أيام أخرى رد علي موظف آخر لكنه بحمد الله اقل عجمة من الأول فعرفت الموقع جيداً واستقبلني المسؤول فلما دقق في أوراقي اعتذر عن صرف مبلغ التعويض لأن بطاقة التأمين المرفق صورتها وللاسف خاصة بالتأمين الطبي، مؤكداً أن هذا خطأ موظف المرور الذي استلم بطاقة التأمين فلم يتعرف عليها جيداً وعلى هذا فالشركة غير ملزمة بدفع مبلغ الضرر واعطاني خطاباً رسمياً لإدارة المرور فلما عدت إلى النقيب اعتذر لي ووعد باستدعاء الطرف الثاني لاخذ حقي منه وبدأ بالاتصالات الهاتفية به أثناء وجودي فباءت محاولاته بالفشل لعدم توفر أرقام هاتفية صحيحة سوى رقم الفاكس فقال لي ساكتب له رسالة عبر الفاكس فانتظرنا عدة أيام وستستلم حقك وقلت له وانا أودعه عسى أن تنتهي معاناتي. وكان المفروض أن يتم ما قلته لي بعد الحادث مباشرة فعدت إليه بعد اسبوع لكن وللأسف بدلا من ان استلم من النقيب مبلغ الضرر استلمت المعاملة مرة أخرى وطلب مني التوجه إلى شركة تأمين ثانية وفي هذه المرة تكرم مشكوراً فوصف لي الموقع فقط فذهبت وكنت متفائلاً بأنني سأظفر هذه المرة (برأس غليص) وتنتهي المعاناة فلما استقبلني موظف الشركة الأخرى ودقق في المعاملة اعتذر أيضاً بحجة أن سيارة المذكور ليست ضمن السيارات المؤمن عليها عندهم (فحوقلت وحسبلت واسترجعت) ثم قلت له اعطني أنت أيضاً خطاباً رسمياً للمرور بهذا الخبر فاتصلت حالاً بالنقيب الذي اهتم باتصالي لما علم عن معاناتي فبشرني بانه سيتصرف مع الطرف الثاني الذي سبب لي المتاعب تصرفا يليق بما حصل منه فشكرته (وهذا كان من المفروض ان يحصل من النقيب في المرة الأولى بعد الحادث). فما ذنب المجني عليه والذي له الحق الكامل في التعويض تناله كل هذه المعاناة والمتاعب فجئت بالخطاب فقال لي انتظر حتى نتصل بك لكنني أبديت له أسفي بانني لست مستعداً لمواصلة مشواري مع المتاعب بأكثر مما مضى ومستعد لاصلاح السيارة على حسابنا الخاص ولسنا في حاجة إلى مبلغ التعويض الزهيد (000 1 ريال) الذي من اجله ابتلينا بهذه المتاعب فما كان من النقيب مشكوراً إلا أن دفع لي التعويض مقدما ليستلم هو بنفسه العوض فيما بعد من الطرف الثاني فامضيت بمشكلتي شهرين تقريباً هذه صورة من مئات الصور للمشكلات الكثيرة جراء بطاقات التأمين فإلى متى يظل كل متبلى بحادث تنتظره هذه المتاعب التي ما كنا نعرفها قبل مصيبتنا مع قرار الالزام بالتأمين فيها إدارة المرور هل من استجابة عاجلة لمطالبنا؟ وفقكم الله وسدد جهودكم،،، ٭ مشرف تربوي بتعليم البنين بالرياض