الكلمة الهادئة الرصينة هي سيدة الوسائل في الدعوة إلى الحق ومواجهة الباطل والانحراف لاسيما أنها الأساس في جميع دعوات العلماء والمفكرين والمصلحين. ويكفي الكلمة قداسة وأهمية وتقدير أنها تبرر الحق وتظهره وأنها وسيلة العقل والقلب لإظهار ما بداخله وأنها سبب في تمتين العلاقات الاجتماعية الراقية وعامل أساسي في رفع أفراد المجتمع لدرجات الرقي والنجاح فما دام لايوجد فعلاً سبيل للإحتكاك بذهن إنسان آخر إلا بالكلام فلابد من تحسين هذا السبيل لكي يعطي ثماره الجيدة. لهذا علينا أن نستخدم الاسلوب الاكثر نجاحاً في تقديم الكلمة المؤثرة الموزونة والمدرجة بين اللباقة والالتزام بإحترام الرأي الآخر وبراعة قولبة الجملة والابتعاد فظعن الاهانة والشتم والتصغير في الآخرين. ويجب أن تكون الكلمة متضمنة ابلغ الحجج والبراهين وأن تحافظ على الطابع الجاد والهادف للمحاورة لأنها مفتاحك إلى قلوب الناس والمجتمع فأحرص على التحكم بإفكارك ومعرفة نقاط الأنطلاق والبدء منها فالكلم الموزون له تأثيره في نفوس الأفراد والمجتمع.. فالكلمة الطيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وأكثر الناس ذنوباً يوم القيامة أكثرهم كلاماً فيما لا يعنيه (أحسن الكلام ما لا تمجه الآذان ولا يتعب فهمه الأفهام). والمتحدث اللبق هو الشخص الذي يجعلك تنصت إليه أثناء وجودة وتفكر به عندما يذهب بعيداِ. احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب. اقلل من كلامك واستفد من شره ان البلاء ببعضه مقرون خزائن الأموال ستنتهي وكلام الفلاح العجوز الذي لا تنتهي فالنغرس الكلمة الطيبة الرصينة في احفادنا وفي مجتمعنا وننمي الصداقة في قلوبنا والصداقة جلاله وقدرا إنها مشتقة من الصدق لتكون رمزاً لعلاقات مهمة وفعالة يراد منها إدخال السعادة والبهجة في اقطار النفس ومهما يكن المرء سعيداً فإنه غير قادر على التعبير عن هذا السرور إذا كان وحيداً بل انه سرعان ما ينسى انه سعيد لأن السعادة اذا لم تجد قناة تجري فيها سرعان ما تنتهي، لهذا فإن فن الحديث والصداقة المبنية على حسن النية شيء عظيم في الحياة وضرورة من ضروريات المجتمع ليرتقي افراده سلالم المجد والنجاح والسعادة وللصديق أثر بالغ في حياة صديقه وتكييفه فكرياً وأخلاقياً لأن من طبع الانسان التأثر والانفعال بالاصحاب والاصدقاء. ولذا فإنه من الحكمة أن نجعل اختيارنا لهم محض صدفة ونختار بلا حساب بل يجب أن يكون الصديق المختار عاقلاً لبيبا متحلياً بالإيمان والصلاح وحسن الخلق وإن لم يتحل بذلك كان تافهاً منحرفاً مضراً لأصدقائه واصحابه وكذلك يجب ان يكون بين الصديقين تجاوب عاطفي ورغبة متبادلة في الحب والمواخاة والمودة فإن تلاشت هذه الرغبة هوت وفشلت علاقة الصداقة واصبحت عرضة للنقد والصداقة ليست مجرد لقاء اجتماعي بل هي قضية تأثير وأن مصادقة اهل العلم والمعرفة هو باب للنجاح والرقي في الحياة ومصادقة اهل الفسق والرذيلة تشجع لنحو الانحراف والفساد في المجتمع والصديق الصدوق من نصحك في عيبك وحفظك في غيبك وآثرك على نفسه.. والصداقة هي الراحة التي لا توصف عند الشعور بالأمان مع شخص آخر، حيث لا يتوجب عليك أن تزن أفكارك او تفصل كلماتك بل تسكبها كما هي بقشها وبذورها معاً عارفاً أن هناك يداً أمينة تتولى نخلها فتبقى ما يستحق البقاء وتذري الساقط في الهواء بنفحة حانية. (الصفعة التي تكون لصالحك من الصديق خير لك من القبلة التي تضمر الأذى من الأذى من العدو).