مستجدات التربية والتعليم تفرض علينا أحياناً أمور عديدة نضطر للعمل بها إما مكرهين او راغبين.. قبل سنوات كانت مشكلات باصات البنات في المدارس الحكومية تتركز حول سوء الصيانة أحياناً ومن تكدس الطالبات داخلها، اضافة الى شكوى البعض من سوء سلوك بعض السائقين والبعض من تأخر الطالبة للوصول لمنزلها فقد تكون أول الراكبات وآخر النازلات. وقائمة السلبيات تطول. الايجابية الوحيدة هي ضمان الاهل لوسيلة نقل تقل بناتهن من وإلى.. ولا تفوت عليهن فرص التعليم. الأمر المحدث الذي اتجه اليه عدد من أولياء الأمور هو التعاقد مع الشركات او المؤسسات التي تقدم خدمة التوصيل المدرسي.. والاستفادة من خدماتها في نقل بناتهم في وقت أقصر وخدمة أفضل.. وهذا أمر طبيعي.. ولكن ما ليس بالطبيعي أن تتحول هذه الخدمة مدفوعة الأجر الى باب آخر للمشكلات التربوية والاجتماعية التي يرفضها الجميع. فالسائق أجنبي وليس له أدنى سلطة او صلاحية في الرد أو المنع.. فحسب رغبات الطالبات يقف عند البقالة أو المكان الذي ترغبه الطالبة وليس له الحق في الاعتراض وإن حاول فبعض الريالات تسكته!! فيما ترى أخريات أن من حقهن طالما دفعن أن يجعلن الباصات المدرسية الخاصة أماكن للهو والرقص على أنغام مسجل الباص أو مسجلات صغيرة يحملنهن.. وأخريات اكتفين بالنظر والبحلقة في السيارات الأخرى المجاورة في الطريق وإن تطلب الأمر التواصل بشكل أكبر فلا مانع.. وغيرها من المناظر التي لا تقبلها وزارة التربية والتعليم ولا نقبلها كمجتمع يسمو بأخلاق بناته.. في هذا السياق شددت مديرة مدرسة للمرحلة المتوسطة رقابتها على بنات الباصات الخاصة بعد أن لاحظت عليهن سلوكيات غير مقبولة بل ونبهت أولياء الأمور الى المساندة بالرقابة.. وتقول المديرة بأنها في يوم ما عادت للمدرسة بعد الخروج بدقائق لنسيانها مفتاح منزلها لتفاجأ بعدد من طالبات الباصات الخاصة وهن يجلسن في فناء المدرسة رغم وقوف الباص الخاص بالخارج وعند سؤالهن لماذا لم يذهبن لمنازلهن؟؟.. أجابت إحداهن (هذا باص بفلوسنا.. مو باص الوزارة أو باص حمودة..) (تقصد ليس باص مديرة المدرسة) لا تعليق عندما يتعلق أمر تربية الأبناء بمفهوم ما تفعل بقيمة ما تدفع حتى في التربية والتعليم.. الباصات الخاصة.. حل لمشكلة المواصلات ولكنها بلا رقيب.. الرقابة عليها مطلوبة من الأهالي أولاً ومن الوزارة ومن المدرسة.. حتى لا تخسر التربية والتعليم كل جهودها في المجتمع.. وحتى لا يستشري مرض: أفعل ما أريد وبفلوسي..