فاز تجمع عالمي لعدد من الشركات العالمية بعقد الإشراف على تنفيذ مشروع سكة حديد الشمال - الجنوب والذي يقع على حدود المملكة العربية السعودية مع المملكة الأردنية الهاشمية إلى مدينة الرياض مروراً بكل من الجوف، وحائل، والقصيم، وسدير، إلى جانب ربط المنطقة الشمالية (حزم الجلاميد) ومنطقة حائل (الزبيرة) وذلك لنقل الفوسفات والبوكسايت إلى رأس الزور في الشمال الشرقي من المملكة مع امتداد سكة الحديد إلى مدينة الجبيل والذي تبلغ المسافة الطولية له 2400 كليومتر، مشيراً في نفس الوقت إلى أن طرح هذه الشركة سوف يكون مرتبطاً بانتهاء فترة الدراسات وبدء تنفيذ أعمال المشروع بشكل متكامل . وأعلن الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات أمس خلال مؤتمر صحفي عن فوز مجموعة لويس برجر الأمريكية بالتضامن مع شركة سيسترا الفرنسية للاستشارات الهندسية وشركة كاناريل الكندية للاستشارات وشركة الاتحاد الهندسي السعودية بهذا العقد والذي تجاوز 513 مليون ريال، مشيراً إلى أن هذا العقد يعتبر بمثابة البداية الحقيقية للبدء في هذا المشروع الاقتصادي الهام، والذي يرتبط به عدد من المشاريع الاقتصادية الهامة مثل استخراج الفوسفات في منطقة الجلاميد، وكذلك مشروع لمعالجة المعادن في منطقة رأس الزور، مؤكداً أن هذه الخطوة سوف تدعم بشكل كبير التركيز على قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد الوطني وهو قطاع التعدين . وكشف خلال حديثة للصحفيين أمس أن صندوق الاستثمارات العامة يتجه حالياً ،لتأسيس شركة لسكة الحديد الشمال - الجنوب وذلك تمهيداً لطرحها للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودي وذلك بعد انتهاء استكمال المشروع . وأبلغ الوزير أن صندوق الاستثمارات العامة سوف يبدأ حالياً، في تأهيل عدد من الشركات العالمية لتنفيذ هذا المشروع الهام حيث انه من المتوقع أن تبدأ الوزارة في تلقي عروض الشركات خلال الستة اشهر القادمة، موضحاً أن الفترة التي سوف يستغرقها المشروع لن تتجاوز ال 4 سنوات، حيث ان هناك احتمالات لانتهاء المشروع في نهاية عام 2009 م ليبدأ بالعمل التجاري على كافة المستويات . وقال الوزير ان المشروع لن يطرح على رجال الأعمال والمؤسسات السعودية وذلك لكونه مشروعا خاصا بصندوق الاستثمارات العامة وشركة معادن السعودية، حيث تم الاتفاق بين صندوق الاستثمارات العامة وبين معادن على طريقة معينة للتعامل في هذا المشروع حيث ان شركة معادن سوف تستخدم السكة لنقل المعادن من المناجم لتصديرها خارجياً لذلك تم الاتفاق مع شركة معادن على اسس تجارية . من جهة ثانية كشف الدكتور عبد الله الدباغ رئيس شركة معان السعودية أن طرح شركة معادن للاكتتاب العام يدرس حالياً من قبل مجلس أداره الشركة، حيث تم مخاطبة هيئة السوق المالية بهذا الخصوص، مشيراً في نفس الوقت إلى أن المبيعات المتوقعة للشركة من مشاريعها التعدينية في منطقة الجلاميد سوف تتجاوز ال 3 مليار ريال سنوياً . وقال أمس على هامش توقيع الاتفاقية ان دخول شركة سابك في مشاريع مع شركة معادن مطروح للنقاش ولم يتم التوصل إلى أيه نتائج بهذا الخصوص، حيث سبق أن أبدت شركة سابك رغبتها في الدخول كشريك مع معادن في مدينة التعدين التي سوف تقام بمدينة الجبيل الصناعية . إلى ذلك حددت الاتفاقية مدة تنفيذ المشروع في 75 شهراً والتي تشمل بجانب الاشراف على التنفيذ تقديم الدعم الفني لتصنيع وتوريد القاطرات والمقصورات، وتصميم المنشآت ومحطات الركاب وساحات الشحن وإعداد التصاميم التفصيلية لنظام الإرشاد والتحكم بحركة القطارات وتقديم الدعم الفني حتى تشغيل القطارات، حيث يأتي التعاقد للإشراف على تنفيذ المشروع بعد انتهاء المرحلة الاولية من إعداد الدراسات والتصاميم للمشروع تنفيذا لقرار مجلس الوزراء . مما يذكر أن هذا المشروع يمثل أهمية حيوية واستراتيجية للإقتصاد الوطني، حيث سيؤدي تصنيع الفوسفات الموجود في المملكة بكميات تجارية إلى ان تتبوأ المملكة المركز الثاني عالمياً في تصدير الاسمدة الفوسفاتية ونقل التقنية الخاصة بصناعة الاسمدة وتوطينها كما يساهم في تصنيع وتنويع القاعدة الانتاجية وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، كما سيؤدي المشروع إلى زيادة نشاط النقل للمنتجات البترولية والزراعية والصناعية والبضائع والركاب وتطوير المناطق المجاورة والهجر والقرى والمدن التي يمر بها مسار السكك الحديدية، الامر الذي يساعد في قيام صناعات متطورة في الجزء الشمالي من المملكة.