كثرت الجامعات التي تقدم تعليماً عن بعد أو بما يسمى الانتساب المطور، وذلك استجابة لرغبات الكثير في تحسين مستواه العلمي والوظيفي، ولكن لكثرة الجامعات اختلفت الأنظمة بحسب الجامعة مما أوقع كثيرا من الطلاب ضحايا الاختلاف حتى وجهت وزارة التعليم بحصر التعلم عن بعد على الجامعة السعودية الإلكترونية. وقد تأسست الجامعة السعودية الإلكترونية عام 1432ه لتكون مؤسسة تعليمية حكومية تقدم التعليم العالي والتعلم مدى الحياة، وأن تكون مكملة لمنظومة المؤسسات التعليمية تحت مظلة مجلس التعليم العالي، وتتكون الجامعة من كلية العلوم الإدارية والمالية، وكلية الحوسبة والمعلوماتية، وكلية العلوم الصحية، وكلية العلوم والدراسات النظرية، وتتواجد الجامعة في عشر مناطق بالمملكة هي الرياض، الدمام، جدة، المدينة، القصيم، أبها، الجوف، الطائف، تبوك، جازان، وتهدف للحصول على الاعتمادات الأكاديمية داخلياً وخارجياً بما يساعد على رفع جودة مخرجاتها، كما تقدم الجامعة تعليماً عالياً مبنياً على أفضل نماذج التعليم المستند على تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم المدمج، الذي يدمج بين التعليم بالحضور المباشر، والحضور عن طريق التقنية، ونقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات وأعضاء هيئة تدريس داخلياً وعالمياً، وبمحتوى تعليمي راق من مصادر ذات جودة أكاديمية وتوطينه بما يتناسب مع متطلبات المجتمع السعودي، إضافة إلى دعمها الرسالة ومفهوم التعلم مدى الحياة لكافة أفراد المجتمع السعودي. حصر التعلم عن بعد فيما بدأت وزارة التعليم بتطبيق حصر التعلم عن بعد ( الانتساب المطور ) بالجامعة الإلكترونية وذلك من خلال إلزام الجامعات الاخرى بتقليل نسبة القبول في برنامج الانتساب المطور عن بعد تدريجيا حتى تتوقف الجامعات عن القبول بالتعلم الإلكتروني، وبالإضافة إلى كون الوزارة قد ألغت نظام الانتساب القديم ؛ وبررت الوزارة هذه القرارات بأن المستوى والمخرجات العلمية التي تقدمها الجامعات عبر التعلم عن بعد ضعيفة. حيث تعتمد الجامعة الإلكترونية على نسبة 25% حضور الطالب لمبنى الجامعة، بالإضافة إلى اعتماد اللغة الإنجليزية في المناهج على غرار سائر الجامعات الأخرى فهي لا تعتمد على حضور الطالب لمقر الجامعة وإنما يحضر محاضرات مباشرة عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى اعتمادها على مشاركة الطالب وحله لبعض أسئلة النقاش عبر الإنترنت أيضا، ويحضر الطلاب لأقرب مركز لهم حددته الجامعة لتأدية الاختبارات النهائية، وأيضا تعتمد اللغة العربية في تدريس المناهج. فيما استاء الراغبون في إكمال تعليمهم من حصر التعلم عن بعد بجامعة واحدة، معتبرين أنّه من المفترض على وزارة التعليم معالجة الخلل وليس بحصر التعلم عن بعد بجامعة واحدة، بالإضافة إلى أن حصره بجامعة واحدة قد يتعارض مع مبدأ التعليم حق للجميع، حيث قد لا يجد الكثير فرصة للتعلم، وذلك بسبب ملء المقاعد الدراسية، وتدني مستوى المخرجات العلمية يعتمد على الطالب أولاً فهناك كثير من طلبة الانتظام تخرجوا وهم لا يفقهون الكثير في تخصصهم. الاعتراف بالشهادة وعلى الرغم من كون التعليم عن بعد معترفاً به في وزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية، إلاّ أنّ بعض القطاعات وأرباب العمل ما زالوا لا يعترفون بشهادات الخريجين منه؛ مما جعل فئة من الخريجين عاطلين رغم حملهم شهادة جامعية من جامعة حكومية، وفي المقابل هناك فئة من الخريجين حصلوا على وظائف، ترقيات، والكثير من أصحاب العمل والمؤسسات يجهلون الفرق بين التعليم الانتساب القديم والانتساب المطور؛ مما يستدعي إلى تعريف الشركات والمؤسسات عن حقيقة آلية الدراسة في الانتساب عن بعد. فرصة علمية واعتبرت ابتهال سعد -طالبة تعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل- أنّ التعليم عن بعد كان هو فرصتها الوحيدة لإكمال دراستها، حيث لم تحظَ بفرصة القبول للدراسة انتظام في الجامعات المتواجدة بمنطقتها، رغم حصولها على معدل تراكمي بالثانوية (88.42%)، كاشفةً أنّ الكثير من الدارسات تعليم عن بعد لم تسمح لهم ظروفهم بالحضور إلى الجامعة بشكل يومي.