هل تتمكن الدولة اللبنانية، خاصة من على رأس هرم السلطة فيها. إتخاذ قرار بتكريم الفنانة اللبنانية، وسفيرة لبنان الى النجوم، السيدة فيروز ؟! طبعاً البعض لا يريد تكريماً برتوكولياً كما يتم مع البعض، بأن يزور المكرم رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، ليعلق على صدره وساماً من رتبة فارس أو رتبة كومندان أو فارس مع جوقة الشرف... ألخ. بل تكريماً يليق بشخصية من حجم فيروز، أكبر من لبنان ومن العالم. كأن يصار الى إعتبار يوم ميلادها يوماً وطنياً وأن يطلق إسمها على إحدى الساحات العامة في بيروت وأن يرفع لها تمثال ومعها عاصي ومنصور الرحباني في هذه الساحة وأن يطلق اسمها وعاصي ومنصور على واحد من الشوارع الرئيسية في بيروت وبعض مدن لبنان الكبرى. وليس كما فعل عدة كتاب قبل عدة أسابيع بمطالبتهم تحويل يوم ميلاد فيروز الى يوم وطني. ففيروز ليست شخصاً يجب علينا تقديم القرابين له. بل هي شخصية محبوبة من قبل الناس، ومعروفة في كافة أنحاء العالم. وعليه على لبنان أن يقوم بواجباته تجاهها بعدما قامت هي والرحابنة الذين صنعوها بتقديم كل ما يمكن للبنان. وبمناسبة البيان الذي أصدره عدد من الكتاب مطالبين لبنان بيوم وطني، نطلب بالمقابل، لماذا لا يطلقون إسمها على شوارع عواصمهم طالما هي موجودة في ضمائرهم ووجدانهم ؟!. ولكن السيدة، البعيدة كلياً عن الإعلام، والمنزوية بين بيتها وعملها، والتي لا تختلط بالناس كثيراً، وتبتعد قدر الامكان عن الإعلام وسطوته، وصاحبة المزاج الخاص جداً، والتي ترفض الكثير من الدعوات وغيرها. يحق لها بعد كل ما قدمته الى بلدها لبنان أن تكرم. كما ذكرت في السابق وذكر غيري من زملائي هذا الأمر ولكن يكثر المنادون ولا مجيب. فالدولة اللبنانية، خاصة في عهدها الأخير كانت توزع الأوسمة كما يوزع عامل البريد الرسائل، لدرجة أن أحد الأشخاص دون ذكر إسمه طبعاً رفض دعوة الدولة الى تكريمه لأنه وجد في لائحة الأسماء المكرمة منذ سبعة أعوام وحتى اليوم أسماء لا يحق ولا يليق لها أن تعلق الوسام على صدرها. بل إن هذا الوسام علق عن طريق الصدفة والمصالح والمعرفة الشخصية بمن هم في السلطة لا أكثر ولا أقل. ومن رجل أعمال عربي يقول عن نفسه أنه شاعر !!. الدعوة الى تكريم فيروز يجب على المرء منا أن يستبسل في الدفاع عنها. وهي تستحق هذا التكريم. وعلى هذا، فإن الدعوة في ميلاد فيروز الى تكريمها حتى لو جاءت متأخرة. فإنها دعوة يجب أن تحصل.