تتراجع شعبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشكل ملحوظ كما رصد استطلاع للرأي اثبت تدهور معدلات الالتفاف الشعبي حوله بعد 6 شهور فقط من اعادة انتخابه في مايو الماضي حيث سجل نصراً تاريخياً ببقاء حزب العمل الحالي لفترة ثالثة في السلطة وهو لم يحدث منذ مائة عام. ويعود تراجع شعبية بلير لمشاكل داخلية مع اعضاء حزبه واعتراض على سياسات اصلاحية يدعو بها لاتجد القبول من تيارات مختلفة تشتبك معه في مواجهات مستمرة منذ اعلانه الحرب على العراق منذ عامين. وتعطي استطلاعات الرأي حزب المحافظين المعارض دفعة قوية وحصل مرشح لزعامة الحزب هو ديفيد كاميرون على أصوات أعلى من توني بلير لو تمت المنافسة بينهما على رئاسة الحكومة. وقد تعطى مؤشرات الاستطلاع الأخير تحركات للمطالبة بخروج بلير من السلطة وتسليم الزعامة الى وزير المالية الحالي جوردن براون وأكدت الأرقام ان براون قد يهزم كاميرون في المنافسة على زعامة بريطانيا. وخسر رئيس الوزراء وزير العمل السابق ديفيد بلانكيس الذي استقال خلال الآونة الأخيرة في شبهة استغلال نفوذه لتحقيق ثروة من شراء أسهم شركة لها علاقات مع الحكومة. ويشارك بلير حالياً في قمة دول الكومنولث المنعقدة في مالطا برئاسة الملكة اليزابيث الثانية.. وبينما رئيس الوزراء في مالطا تدور الأسئلة حول مدى بقائه في الحكم بعد هزيمته في مجلس العموم هذا الشهر في اعتراض على قانون مكافحة الإرهارب. وتبدو الحكومة التي جاءت الى السلطة في عام 1997 اقل قدرة على التحكم في قضايا داخلية وتحاصرها عشرات المشاكل. وبعد ان كان بلير الأكثر قبولاً وشعبية في تاريخ بريطانيا الحديث انهارت سمعته السياسية ويطالب اعضاء في حزبه بخروجه من القيادة وتسليمها الى جوردن براون الذي يجهز نفسه لهذا المنصب. وكان بلير اعلن عزمه للبقاء السنة الباقية حتى عام 2008 لكن استطلاعات الرأي الأخيرة قد تدفعه لترك موقعه لزميله الذي اشارت استطلاعات الرأي الى شعبيته وقبوله وأنه حصل بارقام اعلى من نجم المحافظين الصاعد «39 سنة» والذي يستقطب كل الاضواء وسجل شعبية اعلى من توني بلير. وقالت الاستطلاعات ان براون قد يهزم كاميرون بسهولة الذي تجاوزت شعبيته رئيس الوزراء الحالي.