أفرجت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس الثلاثاء عن 16 عسكريا لبنانيا كانوا مخطوفين لديها منذ أكثر من عام بموجب صفقة تبادل شملت إطلاق السلطات اللبنانية سراح عدد من المساجين وتسليم المسلحين مساعدات اغاثية. وينهي الإفراج عن العسكريين وهم ثلاثة عناصر من الجيش و13 عنصرا من قوى الأمن الداخلي مأساة عائلات مستمرة منذ عام وأربعة أشهر، في وقت لا يزال تنظيم داعش يحتفظ بتسعة عسكريين مصيرهم مجهول. وصل العسكريون بعد ظهر الثلاثاء إلى السرايا الحكومية في بيروت بعدما ارتدوا زيهم العسكري وحلقوا ذقونهم وشعرهم. وكان في استقبالهم رئيس الحكومة تمام سلام وسفير قطر في لبنان علي بن حمد المري وسياسيون آخرون، وانضم إليهم الأهالي في وقت لاحق. وقال سلام «أمامنا انجاز كبير ما زال يشكل تحديا لنا جميعا، وهو ما بقي من عسكريين في الأسر علينا أن نسعى أيضا إلى تحريرهم». قامت قطر بدور فعال في عملية التفاوض منذ انطلاقها قبل عام، وأعلنت وزارة الخارجية القطرية الثلاثاء أن الوساطة القطرية «نجحت في إطلاق سراح 16 من الجنود اللبنانيين المختطفين، مقابل 25 أسيرا بينهم 17 امرأة وأطفالهن». وأكد المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، الذي تولى عملية التفاوض عن الجانب اللبناني أنها كانت «طويلة وشاقة»، مشددا على «انه يوم فرح لكننا نتوخى الوصول إلى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المختطفين لدى داعش». ووقعت في الثاني من أغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال استمرت أياما. وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم 29 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، قتل الخاطفون أربعة منهم. وبين السجناء الذين أطلقت السلطات اللبنانية سراحهم سجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم داعش، وقد أوقفت في نهاية العام 2014، وعلا العقيلي التي أوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة أحد قياديي جبهة النصرة، وجمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال أوقفت في فبراير 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة. وجاء في بيان للأمن العام اللبناني «تمت ظهر اليوم عملية تحرير ستة عشر عسكريا كانوا مختطفين لدى جبهة النصرة في جرود عرسال وهم الآن في عهدة الأمن العام». وتؤكد مصادر الأمن العام اللبناني أن عدد السجناء الذين تم الإفراج عنهم 13، بينما أوردت الخارجية القطرية رقم 25 الذي يلتقي مع لوائح أسماء نشرتها جبهة النصرة على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الجبهة انها تسلمت 19 شخصا كانوا معتقلين في لبنان، وستة في منطقة التل شمال دمشق، ما يرجح أن هؤلاء كانوا معتقلين في سجون النظام السوري وشملتهم الصفقة.