وسط إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل تم في العاصمة الأوكرانية كييف الاحتفال بتنصيب فيكتور يوشينكو رئيسا لأوكرانيا وقد جرت مراسيم التنصيب في مبنى البرلمان في إطار احتفالي حضره ضيوف من كبار المسؤولين من 64 بلدا ومنظمة دولية بمن فيهم كولن باول عن الولاياتالمتحدة وتيري ديفيس السكرتير العام لمجلس أوربا ودانيلو تيورك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وميرونوف رئيس مجلس الشيوخ الروسي بديلا عن غريزلوف الذي سبق أن أعلن أنه سيمثل روسيا في احتفالات التنصيب. وقد حرص يوشينكو على إبداء الميول المسيحية حيث تم القسم على نص الدستور ونسخة أثرية من الإنجيل. وتمت المراسيم بعد استعراض قصير داخل قاعة البرلمان من الحرس الجمهوري على أنغام الموسيقى والنشيد الوطني . وأعلن يوشينكو في مراسيم القسم أن الشعب الأوكراني قد انتصر والدولة الأوكرانية قد انتصرت وأوضح أن الانتخابات الشريفة النزيهة هي التي تكرست وتم الانتقال الشرعي للسلطة معلنا أنه يشعر بالسعادة لأن جهوده لم تذهب هباء . وأضاف يوشينكو أن المهمة الآن هي بناء أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة حقا وأنه سيعمل مع الشعب ولأجل الشعب لتحقيق هذا الهدف . في غضون ذلك كانت العاصمة الأوكرانية قد تزينت بالأعلام واللون البرتقالي الرمز الذي يعتمده يوشينكو وأنصاره لما يسمونه الثورة البرتقالية . وبدأت حشود هائلة بالتدفق على ساحة الاستقلال منذ الصباح ولم تفلح محاولات مجموعة غير كبيرة من أنصار يانكوفيتش في تعكير صفو الاحتفالات حيث منعتهم عناصر الأمن من الوصول إلى مبنى البرلمان . وأقامت قوى الأمن والشرطة أطواقا حول منطقة التجمع الجماهيري تحسبا من أية أعمال مفاجئة وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى مكان الاحتفال . وقد ظهر فيكتور يوشينكو أمام الجماهير في ساحة الاستقلال والتي قدر تعدادها بنصف مليون مواطن وألقى كلمة بمثابة قسم أمام الجماهير وسط التصفيق الحار والهتافات بحياته وبأن أوكرانيا باتت دولة مستقلة ومواطنوها أحرارا بعد فوزهم بمعركة الديمقراطية . ولم ينته الأمر عند هذا الحد حيث بدأت بعد ذلك الحفلات الموسيقية الفنية على مسرح ضخم أشيد في ساحة الاستقلال شارك فيه الفنانون والموسيقيون والشخصيات الاجتماعية المشهورة واستمر ساعات طوال . نشير هنا إلى أن التعليقات المرافقة ركزت على عدم حضور الرئيس الأمريكي جورج بوش على الرغم من الدعم المادي الكبير الذي حظي به يوشينكو من الولاياتالمتحدةالأمريكية..لكن الرئيس بوش هنأ يوشينكو عشية التنصيب هاتفيا وقام يوشينكو بتهنئة مقابلة بتنصيب بوش مؤكدا على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين واعدا بأن العالم سيرى قريبا أوكرانيا أخرى بسلطة جديدة وأناس جدد . وقد بدأ يوشينكو مباشرة -حسبما نشر موقعه الإلكتروني- بوضع مخططات لعمله اللاحق كرئيس للبلاد حيث سيكون في مقدمتها الإعداد لسحب القوات الأوكرانية البالغ عددها ألفا وستمائة عنصر من العراق بحجة أن مهمة قوات حفظ السلام قد انتهت واقعياً وأن تطبيع الأوضاع دخل في مرحلته النهائية التي تتطلب دعماً دبلوماسياً وليس عسكرياً، والمهمة الأخرى الرديفة التي جعلها يوشينكو من أولوياته هي تقليص مدة الخدمة الإلزامية بشكل يمكن معه إلغاؤها في عام 2010 بحيث يتم الانتقال إلى نظام العقود في الجيش. نشير هنا إلى أن الاحتفال بتنصيب يوشينكو أخذ مدا جماهيريا مؤيدا في كييف ومدا جماهيريا معارضا في أوكرانيا الشرقية واضطر يانكوفيتش إلى مطالبة أنصاره بالكف عن التظاهرات وإزالة الخيام مشددا على أن الوضع الحالي يتطلب عملاً من نوع آخر وأنه سيتابع نضاله لتحقيق العدالة ولن يترك العمل السياسي حيث سيتوجه بقضية الطعن في الانتخابات إلى المحكمة الأوروبية مطالباً الجماهير بالاحتفاظ بحيويتهم للانتخابات البرلمانية التي ستجري في شهر مارس بشكل يتيح له معهم الفوز فيها لتشكيل حكومة وطنية ترعى مصالح الشعب. من جهة اخرى قال كولن باول وزير الخارجية الامريكي الضيف البارز في حفل تنصيب شوشينكو امس الاحد ان واشنطن ستساعد اوكرانيا في دعم اقتصادها وفي الانضمام الى منظمة التجارة الدولية. وقال باول الذي سيجري محادثات مع يوشينكو ان الولاياتالمتحدة تريد مساعدة اوكرانيا دون تقويض علاقاتها القائمة منذ فترة طويلة مع جارتها روسيا. وقال باول للصحفيين في طريقه الى كييف «أتوقع أنه سيكون لدينا فرصة في محادثاتي للكلام عن الاصلاح الاقتصادي والاعتبارات المتعلقة بمنظمة التجارة الدولية ومزيد من الاشتراك في العلاقات الممتدة عبر الاطلسي». واضاف باول «اعتقد ان هناك كثيرا من الاشياء يمكننا عملها لمساعدتهم.. نأمل أن نتمكن ايضا من دعم اداء اقتصاد اوكرانيا يمكننا تقديم مساعدة». وقال باول انه سيسجل الاصلاحات الضرورية لدعم فرص دخول اوكرانيا في منظمة التجارة الدولية وتقييم المساعدة المطلوبة ليتمكن الكونجرس الامريكي من تخصيص التمويل.