أتى توقيع شركة "أرامكو السعودية" ثلاث اتفاقيات مع شركتين لأعمال الهندسة وتوريد المواد والإنشاء لبناء معمل الغاز في الفاضلي شمال الجبيل متزامنا مع خطط الشركة الثاقبة ومساعيها الحثيثة نحو توفير كميات إضافية ضخمة من الغاز الطبيعي لدعم المصانع البتروكيماوية ومصانع الحديد والألمنيوم ومحطات التحلية والكهرباء، إلى جانب الصناعات ذات القيمة المضافة في أعمال التكرير والمعالجة والتسويق التي تنتج مضادات التجمد والمذيبات وأنواع الوقود وغيرها من المواد المتطورة، وذلك من خلال معامل الغاز في واسط ومدين والفاضلي التي ستزيد مجتمعة من طاقة معالجة الغاز غير المرافق بأكثر من خمسة بلايين قدم قياسية مكعبة في اليوم، في وقت يعد الغاز الطبيعي عنصرًا حيويًا في استراتيجية ارامكو الرامية إلى التقليل من اعتماد المملكة على الوقود السائل في توليد الكهرباء وإرساء الأساس لمزيد من التنمية والتنوع الاقتصادي. وتسعى ارامكو جاهدة في تولي مسؤولية إدارة احتياطيات مثبتة من الغاز تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية، وتتضمن أعمال الغاز الإجمالية في الشركة، تتم معالجة الغاز الطبيعي لإنتاج الوقود النظيف (الميثان أو غاز البيع) واللقيم (الميثان والإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي). ويستهلك الميثان والإيثان بالكامل في المنافع والصناعة داخل المملكة، فيما تصدر سوائل الغاز الطبيعي (البروبان والبوتان والبنزين الطبيعي) الفائضة عن صناعة البتروكيماويات المحلية إلى الأسواق العالمية. وأنجزت ارامكو خطوات متقدمة في أعمال بناء معمل الغاز في الفاضلي الذي يعالج في مرحلته الأولى 2.5 بليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز من إنتاج حقول على اليابسة وفي المناطق المغمورة، حيث يمضي العمل قدما في هذا المعمل وفق الخطة الموضوعة ليبدأ تشغيله بحلول عام 2019. كما بدأت أنشطة الحفر للتنقيب عن الغاز غير المرافق لتزويد المعمل الذي بدأ في عام 2014. وكذلك الحال في حقل كران، وهو أول مشروع تنفذه الشركة لتطوير حقل بحري للغاز غير المرافق، في زيادة إنتاج المملكة من الغاز بنسبة 18 في المئة. وقد تم اكتشاف هذا الحقل في عام 2006. ويأتي إنتاج الحقل من 21 بئرًا إنتاجية موزعة على خمس منصات آبار بحرية، وسيتم نقل الغاز الخام عبر خط أنابيب تحت سطح البحر بطول 110 كيلومترات إلى معمل الغاز في الخرسانية لمعالجته. وتتم معالجة الغاز عبر ثلاث وحدات تبلغ سعة كل منها 600 مليون قدم قياسية مكعبة، وتضم مرافق لتحلية الغاز وتحسين الغاز الحمضي وإزالة الماء من الغاز وتبريد البروبان التكميلي. وقد تم إنجاز هذا المشروع في عام 2012 قبل الموعد المحدد وبتكلفة أقل من الميزانية المرصودة له، ليصل إلى كامل طاقته الإنتاجية البالغة 1.8 بليون قدم قياسية مكعبة في اليوم خلال فترة ذروة الاستهلاك في فصل الصيف. أما معمل الغاز في مدين ﺑﻤنطقة تبوك، فيعد باكورة هذا النوع من المشاريع في شمال غرب المملكة، حيث أُجريت دراسات بهدف تحديد سبل الانتاج الاقتصادي الأمثل من حقل مدين الذي اكتُشف في أوائل التسعينيات من القرن الماضي خلال أعمال التنقيب في السهل الساحلي للبحر الأحمر بطول 98 كيلومترًا لنقل غاز البيع والسوائل الهيدروكربونية إلى محطة توليد الطاقة الحرارية الشمسية عالية الكفاءة التابعة للشركة السعودية للكهرباء، بالقرب من ضبا لاستخدامها في توليد الكهرباء، حيث ستحل الإمدادات القادمة من مدين للمحطة محل الديزل عالي القيمة. ومعمل الغاز في مدين مصمم لإنتاج ومعالجة 75 مليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز غير المرافق و4500 برميل في اليوم من المكثفات. وفي نفس المنحى تتواصل أعمال إنشائية في حقل شيبة تتضمن أعمال البناء الرئيسة للمعمل الجديد لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي لساهم في دعم ارامكو في تلبية الطلب المتزايد على اللقيم البتروكيميائي عن طريق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي عالية القيمة من الغاز المنتج، ويتوقع أن يبدأ إنتاج سوائل الغاز الطبيعي. ويشمل هذا المشروع كذلك تطويرًا كبيرًا يهدف إلى زيادة طاقة توليد الكهرباء في المعمل لأكثر من 1 غيغاواط من خلال تركيب 4 وحدات للتوليد المشترك وسبع وحدات بسيطة الدورة وخط لنقل الكهرباء بطول 50 كيلومترًا وبقدرة 230 كيلوفولت. وبحلول شهر يوليو من عام 2017، وبعد إدخال اثنين من المولدات التوربينية البخارية، سيتجاوز إجمالي طاقة توليد الكهرباء في الشيبة 1.3 غيغاواط. وكذلك الحال من التوسع يشمل معمل الغاز في واسط، الذي سيعالج عندما يبلغ طاقته القصوى، 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المرافق المنتج من حقول المناطق المغمورة. كما يشمل المعمل وحدة تجزئة مصممة لمعالجة 240 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي. أما مرفق الإنتاج المشترك في هذا المعمل، ينتج 750 ميغاواط من الكهرباء.