الحقيقة التي رفض كثير من النصراويين القناعة بها هي أن الجهاز الفني بقيادة الأوروغواني ديسلفا لم يكن السبب الرئيس في الظهور السيئ الذي بدا عليه بطل الدوري السعودي مرتين متتاليتين، حتى إدارة النصر نفسها اتخذت قرار التغيير بالتعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو بعد أشهر عدة تلقى فيها الهزيمة في نهائي كأس السوبر أمام الغريم التقليدي الهلال، ومضت خمس جولات من (دوري عبداللطيف جميل) والخروج من بطولة كأس ولي العهد، وما تأجيلها قرار التغيير إلا لإدراكها أن المدرب لم يكن هو المشكلة بقدر ما للأخطاء الإدارية وسوء الإعداد للموسم، والفشل في التعاقدات الأجنبية، والفوضى التي عمّت التدريبات، والفراغ الإداري الذي أعقب إجازة عيد الأضحى ومعه هبط مستوى كثير من اللاعبين بصورة لافتة؛ كل ذلك أخرج صورة مغايرة للبطل الذي يحل اليوم في المرتبة الثامنة بعد الخليج (استقبل سباعية من الهلال) والفتح!!. هذا مؤشر على ضعف رغبة الإدارة النصراوية في العمل ومواصلة الجهود لتحقيق اللقب للمرة الثالثة واضحة منذ القرار الغريب بتجديد عقد المدافع البحريني محمد حسين، وهو الذي اعتزل دولياً بعد أن قدم أداءً سيئاً مع منتخب بلاده العام الماضي، وتكرر تسجيله في مرمى البحرينمرات عدة، هو نفسه تفاجأ بمبادرة النصراويين لتجديد عقده!!، وبذلك اختارت إدارة النصر توفير المال على مصلحة تدعيم الفريق بعنصر أجنبي أو محلي كفؤ يصنع الإضافة الحقيقية، وتبدأ معه الدفاعات (الصفراء) معاناة كبيرة استقبل تسعة أهداف في سبع مباريات، فضلاً عن الفرص التي تتاح للمنافسين وتجعلهم بمواجهة الحارس كما حدث أمام التعاون ليلة الأحد، أما يونس مختار فهو مثال على التعاقد مع لاعب لإكمال الفراغ وبقاؤه في دكة البدلاء، وأداؤه الضعيف يؤكد أنه أقل من أي لاعب محلي في القائمة. حين كان بطلاً يتأخر بهدف واثنين وتثق جماهيره بقدرته على تقليص الفارق ثم تعديل الكفة قبل أن يحصد النقاط الثلاث ويواصل التمسك بصدارة الترتيب، اليوم يتقدم حسين عبدالغني ورفاقه ولا يتمكنون من الحفاظ على مرماهم. فوضى التدريبات، مشكلة حارس المرمى عبدالله العنزي، تأخر المالي مايغا عن الوصول وغيابه عن مباراة مهمة، مستحقات اللاعبين التي تطفو على السطح بين فترة وأخرى لم يكن لها وجود في زمن نصر بطولات الموسمين الماضيين. التعاون فريق متطور، الخروج بالتعادل معه ليست كارثة؛ غير أن الحالة التي يعيشها النصر منذ بداية فترة الإعداد والنتائج المتواضعة هي التي تنذر بوضع أسوأ في المستقبل، المرتبة الثامنة لا تليق ببطل الدوري مرتين متتاليتين، الأجانب المتواضعون لا يمكن أن تقبل باستمرارهم جماهير النصر، من يتجاهل أخطاء الإدارة النصراوية، وهبوط مستوى النجوم ويعيد سوء النتائج للتحكيم ومنها مباراة التعاون كمن يغطي الشمس بغربال، التحكيم لم ينجُ من أخطائه فريق، في الموسمين الماضيين عانى (الأصفر) من أخطاء الحكام لكنه كان قوياً للدرجة التي منحته القدرة على تجاوزها بعزيمة البطل.