تشكلت ثقافة الاوقاف في العقدين الماضيين بصورة نقرأ معها مستقبلا مضيئا لاستدامة العمل الخيري لان المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ومعها ضمان لفاعلية القطاع الثالث الذي يعضد بكل قوة القطاعين العام والخاص، واصبح تسليط الضوء على التنافسية في ذلك سبباً لبروز العديد من الاعلام من رجالات وطننا الغالي الذين نسجل لهم بمداد من نور تلك الروح الوثابة لرضاء الله والجنة، والمعينة على الايجابية، والداعية الى العطاء ودعم تنوعه لكي يحققوا الطاعة لأمر الخالق سبحانه وتعالى في محكم كتابه المطهر (وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ويمتثلوا نهج نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم ان خير الناس انفعهم للناس، وتجاوز اهل الخير في عطاءاتهم من خلال الاوقاف الخيرية وسياستها التي بنيت على رؤية بالواجب الذي يجب القيام به ليصبح هذا العطاء عطاء تنمويا وليس رعوياً لان استمرار الرعاية لا تخلق الاستقلال ولا تعين على الكسب لان الخيرية في كسب اليد وعملها وليس حبسها وقصرها على الاخذ الذي يدعو الى الاتكالية المذمومة شرعاً وعرفاً والتي بالتالي لا تخلق مجتمعاً منتجا يكفي نفسه ومن يعول ويخدم غيره ممن يستطيع. ومع تعدد الامثلة في التنمية المستدامة للأوقاف من اجل تحقيق اكبر المصالح الخيرية وتنويع وانتشار قاعدة المنفعة تبرز تجربة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الذي احتل المركز السادس عالمياً والاول عربياً واسلامياً في قيمة الرصيد الوقفي النقدي والعيني الخيري، وهي وان كانت المنزلة له فإنها قد شرفت العباد والبلاد هنا في ارض الرسالات، ويحق لنا ان نفاخر به وبتجربته وبجهاده لنفسه وبمحبته لوطنه وبثقته ان الاستثمار يطيب في البلد طالما صلحت النوايا وصدقت الاهداف، والامر الذي يدعو للسرور هو استثمار تلك الاوقاف والثروات كي تكبر وناتجها الخيري يكبر معها وستكبر الشريحة التي خصصت لها، وسيكون مع هذه الرؤية تنوع في سبل الاستثمار التي تحقق افضل العوائد المالية والاجتماعية والانسانية وهذا يحقق تنمية رائعة وتوظيفا وسعودة وعطاء بشكل مؤسسي وليس اجتهاديا وستتعدد منفعته ليشمل العديد من المناطق، ولهذا يعتبر العمل المؤسسي الذي تدار به اوقاف الشيخ سليمان الراجحي وشركاته الوقفية واقعا وتجربة تستحق الاستنساخ لكي نجد في يوم من الايام العشرات مثله ويتجاوز القطاع الثالث كونه قطاعا يعضد القطاعين الى قطاع منافس ومؤثر في الناتج المحلي. وللاستشهاد فان شركة الراجحي الاستثمارية وهي تحقق الانجاز الفريد بإطلاق العديد من الفنادق في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض وحائل لتؤكد سلامة النظرة في تنمية الوقف فقطاع الفنادق دائم النمو ومستمر التشغيل والحاجة اليه دائمة سواء للمواطن او الوافد او الزائر والسائح، علماً ان شركة الراجحي للتنمية الاستثمارية تعكف على اعداد خطة استراتيجية لتكون اكبر شركة فندقية مالكة في العالم، وخلال سنوات قليلة ستبلغ عدد الغرف 30 الف غرفة فندقية موزعة على مدن ومحافظات عديدة في وطننا الغالي، مع وجود خطة مرحلية تسير الشركة في اطارها ستبلغ في نهايتها الهدف المرجو، كذلك نقدر كثيراً الاهداف التي تسير الشركة في تحقيقها والمتمثلة في الاستغلال الأمثل للأصول لتحقيق أعلى عائد والاستثمار بمشروعات عقارية رائدة ومبتكرة وأداء عمل داخلي فعال والوصول إلى التميز المؤسسي مع خلق بيئة عمل تشجع على الإبداع الذي اصبحنا نلمسه من الان فقد وقعت الشركة خلال الفترة القليلة الماضية عقوداً لإدارة وتشغيل فنادقها المتعددة مع شركات عالمية والتي تعد اضافة رائعة للسوق السياحي في المملكة خاصة وانها جديدة في دخولها للاستثمار الفندقي في المملكة وهذا سيحدث ولا شك تنوعا في الخدمة وارتقاء بها وهو ما تبحث عنه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي تدعم بشكل واضح هذا التوسع وتدفع باستقطاب الشركات العالمية المشهورة في ادارات الفنادق والوحدات السكنية الفندقية لأن ذلك سيخلق تنوعا في الادارة وأسلوب الضيافة ويجعل السائح الوطني او الوافد امام خيارات متعددة وبيئات مختلفة وثقافات للترحاب متنوعة وسيفعل بشكل اكبر التنافسية في احد اهم مقومات السياحة الوطنية. ختاماً.. ان مثل هذا العطاء الخيري الرائع وهذه القفزات الوطنية المثالية تستحق من جميع الاطراف المعنية ان تساهم في تذليل الصعوبات التي قد تواجهها، فوزارة العمل ممثلة الاستقدام ودعم توفير احتياجاتها منه بسهولة لان التشغيل الضعيف او الجزئي لن يخدم هذا التوجه بل سيعيقه ولا بد ان تمكن هذه الاضافات الوطنية من الانطلاقة القوية بما يكفيها خاصة وان من يديرها ويشغلها هي شركات عالمية تم استقطابهم من قبل الراجحي الاستثمارية لتقديم افضل الخدمات الممكنة في هذا القطاع وبأعلى المعايير وان لم يجدوا ما يريدون منا فلن نجد منهم ما نريد لأنها شراكات مبنية على المنفعة المتبادلة لهم كشركات عالمية لإدارة الفنادق ولتنمية استثمارات الوقف وايراداته، وكذلك تسهيل الاجراءات الخاصة بصندوق الموارد البشرية الذي سيعينها على تحقيق السعودة وفق النسب النظامية لكي نجعلها بيئة عملية جاذبة ويتحقق فيها الامان الوظيفي، حيث إن احد أهداف الشركة الاستراتيجية هو تدريب وتأهيل شباب هذا الوطن من خلال شراكة مع أحد أهم الجامعات الرائدة في التأهيل الفندقي والتي اصبحت تدعم سوق العمل بكفاءة متخصصة ومهنية في الادارة والتشغيل الفندقية وكذلك في الاعاشة خدمات العملاء. *مستشار خدمة المجتمع وعضو مجالس خيرية