التململ من الدراسة وتسرب الطفش منها عند الأطفال قبل ان يتم المنهج الدراسي المعد للاختبار ظاهرة واضحة، يشتكي منها كثير من الآباء.. وربما ألقى كثير منهم التبعة على هذا التقطع في الدراسة !! الحقيقة ان أغلبنا لا يشعر بالمشكلة إلاّ اذا أصبح فيها، وبدأ يعاني من تبعاتها.. ان الملل الذي تسببه الدراسة شيء غير مستغرب، خاصة اذا كثرت الاختبارات الشهرية واختبارات اعمال السنة وتكرر مجهود المذاكرة والتركيز قبل كل امتحان. من الطبيعي ان الطفل لا يتحمل من الناحية الجسدية الجلسة الجادة خلف طاولة الدراسة، لأن العمود الفقري وإن كان في وضع مستقيم سوف يتأثر من طول الجلسة، كذلك الذاكرة والتركيز أيضاً يتأثران بالمذاكرة المستمرة، خاصة إذا لم يكن الطفل متعودا على الجلسات التدريسية، فيصيب الذاكرة ملل ويتشتت الانتباه ويضعف التركيز بعد أقل من نصف ساعة، فيصبح الطفل يستذكر ويدرس لكن دون جدوى في الفهم والاستيعاب أو حتى في نسخ المعلومة. أما من حيث الجهد فنجد الطفل قد بدأ يتعب ويتملل ويظهر ذلك في تصرفاته فنجده مرة يرفع رأسه ومرة يحرك رجله، وأخرى يلعب ويلهو فيما حوله. هذه المواقف إضافة إلى قلقه من الامتحانات والتحدي الاجباري بأن يختم المادة والمادة الأخرى حسب الجدول الامتحاني يسبب للطفل توترا وقلقا ملحوظا. والقلق والتوتر هنا يسببان له عدم راحة، وعدم القدرة على التفكير الجيد، وعدم القدرة على الاستيعاب.. ويصبح مزاج وتفكير الطفل يدور في دائرة مغلقة!! وهنا يفترض ان نعلم الطفل بعض الطرق التي تعيد توازنه ونشاطه النفسي والعقلي للمذاكرة كتدريبه على الاسترخاء الذهني والتنفس بعمق لمدة خمس دقائق. وبينما يكون الطفل مسترخياً يستطيع ان يفكر بمشاهد هادئة ومفرحة مثل ان يتخيل العطلة وما يمكنه ان يصنع بها. هذا يساعده على الاسترخاء بشكل عام ويساعده أيضاً على استرخاء عضلاته المتوترة بشكل خاص .. وكذلك التنفس العميق البطيء يعتبر طريقة نفسية مفيدة. ومتى ما تم الاسترخاء ممكن للطفل ان يقرأ أو يستعيد دراسته بنفس قوة التركيز التي بدأ بها من قبل وبنفس النشاط أي انه يعيد تركيزه ونشاطه. أيضاً أخذ حمام ساخن له فعل جيد في إعادة الطفل لنشاطه. بعض الأطفال الضعيفي البنية فإن إعطاءهم وجبة أو تلبية صغيرة بين فترة وأخرى تزيد نشاطه وتعيد قدرته على التركيز. وبعض الأطفال الشديدي النشاط فإن خروجهم وقومهم من المقعد الدراسي وإطلاقهم للعب أو حتى الحركة من حولهم لمدة عشر أو خمس دقائق يفيد في إعادة التركيز. ويجب مراعاة اعطاء الطفل بين المادة الدراسية والمادة الأخرى فترة راحة طويلة يعمل فيها ما يريد ثم يعود فيكمل دراسة المادة الثانية.