كشف رجل الأعمال السعودي عبدالعزيز بن سعد الكريديس، عن توجه عدد من رجال الأعمال السعوديين والروس لإنشاء شركة استثمارية قابضة رأسمالها مليار دولار، للاستثمار في بعض القطاعات الإستراتيجية الواعدة في المملكة وروسيا الاتحادية. ويأتي هذا التحرك التجاري منسجما مع توجه القيادة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وجمهورية روسيا الاتحادية في كافة القطاعات وتنميتها بما يخدم مصالح البلدين خاصة بعد الزيارة التاريخية للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس المجلس الاقتصادي والتنمية لروسيا في شهر يونيو الماضي واهتمامه شخصياً -حفظه الله - بالملف الروسي، حيث تم في تلك الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين. وأوضح عبدالعزيز الكريديس، أنه تم تحديد رأسمال الشركة المبدئي بمليار دولار قد يرتفع إلى أربعة مليارات دولار، وأن الجانب الروسي سيساهم بما حصته 20% من الشركة، متوقعا أن يسهم ذلك في تنمية العلاقات التجارية بين البلدين ويعمل على تنشيط الميزان التجاري والذي لا يتجاوز حجمه حاليا سوى 1.4 مليار دولار. وبين الكريديس خلال اجتماع ضم عددا من رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم الروس في فندق نارسيس في الرياض، أن الكيان الجديد سيركز على الاستثمار في المشروعات التي لها بعد إستراتيجي لدى المملكة من ناحية وذات تحقيق عوائد ربحية عالية للمستثمرين، والتي منها: الأمن الغذائي، وصناعة الأخشاب والصحة والصناعات المتعلقة بالبترول، نقل التقنية، والنقل والخدمات اللوجستية، ويتوقع أن لا تقتصر هذه الشراكة في تنشيط الجانب التجاري فقط وإنما ستمتد لتنشيط الحركة المالية، وكذلك حركة نقل البضائع، والسفر بين البلدين. وأشار الكريديس إلى أن الشركة الاستثمارية الجديدة ستباشر عملها بعد الحصول على الموافقات اللازمة والتراخيص من الجهات المعنية في البلدين، وأنه سيتم في المرحلة المقبلة تكوين لجنة تأسيسية تضم رجال أعمال سعوديين وروساً، وكذلك تعيين مكاتب استشارية عالمية لتنظيم العمل من الناحية القانونية والتنظيمية بما يحفظ حقوق المستثمرين لدى الجانبين، إضافة إلى تعيين بنك استثماري عالمي لإعداد الطرح العام للشركة وهيكلها الاستثماري بما يضمن تطبيق العمل المؤسسي والحوكمة الكاملة. منوها بالجهود التي تبذلها هيئه الاستثمار التي ترأس الجانب السعودي في اللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الغرف السعودية في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبه تحدث د. فلاديمير يفتوشينكوف رئيس مجلس إدارة الشركة المالية القابضة "سيستيما"، رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي، ورئيس مجلس الأعمال الروسي السعودي، خلال اللقاء الذي جمع رجال الأعمال السعوديين والروس بحضور السفير الروسي لدى الرياض أن العلاقات الروسية السعودية كانت قد شهدت بعض الركود، ولكن تم التغلب عليها وانطلقت من جديد، وقال: "إن الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية التي تمت بين رجال الأعمال السعوديين والروس أعطت دفعة قوية لعودة تلك العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التوافق على مستوى القيادتين على خلفية الزيارة التي قام بها أخيرا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع إلى روسيا وتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية في هذا الشأن". ودعا رجال الأعمال السعوديين والروس للعمل الملموس وتوقيع العقود والاتفاقيات وبناء الشراكات، وقال: "لنجعل عملنا التجاري هادفا ومنظما يدعم قوة الاقتصاد في بلدينا".