يمثل متحف " فاطمة " الواقع بحي الشرف جنوب غربي مدينة أبها بيتاً لفنون النقش العسيري ومعرضا للأزياء القديمة. استطاعت من خلاله الفنانة "فاطمة فايع الألمعي" أن تجمع كل اتجاهات عسير وفنونها في موقع واحد بات مزاراً سياحيا يستقبل زوار ووفود عسير. ولم تقف "الألمعي" عند هذا الحد بل جلبت من ذاكرة الماضي أدق التفاصيل. لفنون القَط والجداريات والنقش وكذلك فنون الملبس والحلي لتكشف مدى العلاقة الحميمة بين سيدات عسير وفنونهن التي استنبتوها من أرض المنطقة وما تجود به من جماليات عليهن. مشروع المتحف تحدث عن تفاصيله وما يحتويه الباحث في الموروث الشعبي الأستاذ علي مغاوي وهو "زوج فاطمة" الذي وصف في حديثه ل"الرياض" خلال تقريرها الميداني: "ان هذا المتحف نتاج سنوات من البحث خلف أسوار هذه الجماليات المتمثلة في النقش وكذلك التطريز والحياكة للملابس القديمة. وعلاقتها بالإنسان والمكان" . مضيفا:"تشربت أنا وفاطمة هذا العشق لتتحول بحوثي الورقية وموهبة فاطمة كفنانة تشكيلية ومدربة إلى متحف نحاول من خلاله الحفاظ على هذا الفن الفريد لهذه المنطقة. والذي يتنوع بتنوع المحافظات والتضاريس. مشيراً أن اسم "متحف فاطمة"، يعني كل الفاطمات أي كل النساء، في الوقت الذي يبقى فيه الهدف الرئيس هو إعادة تأصيل هذا الفن ليكون مستلهما في ذائقة أهالي عسير وزوارها. وأوضح مغاوي أن المتحف يضم أكثر من 400 قطعة عبارة عن حلي مصنوعة من الفضة والنقش العسيري المشغول على الجدران والأواني الفخارية والكراسي "التختات" واللوحات والصناديق وتحف وفنون القط العسيري الذي يختلف باختلاف بيئته. وتحدث مغاوي عن فنون النقش أو مايسمى بالقط حيث أوضح أن : " (القط) عبارة عن خطوط ونقوش وتشكيلات جمالية تنفذها نساء متخصصات، واشتهرت العديد من محافظات منطقة عسير ومنها محافظة رجال ألمع حيث لم تتعلمه الألمعيات في مدارس فنية أو معاهد متخصصة، ولكنه استلهام للواقع، فكل لون يمثل إحساسا معينا، وكل شكل يرمز إلى شيء حل بالنفس واستقر في الأعماق" ولم يخلُ هذا المتحف التراثي من لمسة تقنية حديثة. إذ تمكنت الفنانة، بمساعدة زوجها، من إنتاج عرض مرئي يمكّن للزائرين من خلاله الاطلاع على تاريخ القط في عسير وملابس المرأة التقليدية في المنطقة وتاريخها، وشراكة المرأة للرجل فيها. مغاوي متحدثاً للزميل الأحمري