ظلت فكرة ابراز الهوية المعمارية للدمام من الافكار الطموحة التي سعى اليها المسؤولون بأمانة الشرقية لما تمثله من أهمية تعكس الوجه الحضاري والتراثي للمنطقة الذي يعود الى حقبة زمنية قديمة. برنامج تطوير النمط المعماري وتحسينه ساهم في الحد من التلوث البصري للمباني بالمدينة ومن هذا المنطلق وسعيا الى تحقيق هذه الغاية تم اتخاذ العديد من التدابير التي تسوق نحو تحقيق هذا الهدف، حيث انطلقت الدراسة الاستشارية لبرنامج تحسين وتطوير النمط المعماري بالمنطقة المركزية وتم على الفور الاستعانة بمكتب متخصص لتحديد الضوابط والاشتراطات الفنية وكود البناء. الهوية المعمارية مستمدة من هوية المنطقة التراثية وتتفرع من هذه الضوابط عدة محاور وهي المواقع التي ستخضع لهذا المشروع وتم تحديدها بتطبيق الخطة على المباني القديمة والمباني الاستثمارية والمباني الجديدة والساحات والحدائق العامة والواجهة البحرية. وتضمنت المعايير والضوابط التي حددتها بلدية وسط الدمام التأكد من تطبيق الشروط المعمارية المعدة لنطاق المنطقة المركزية ومراعاتها أثناء تحسين وتطوير المباني المستهدفة في المنطقة. حيث يتم الاستعانة بالتصاميم التي اعتمدتها الدراسات والاشراف للمنطقة المركزية، أو تكون مباني في مناطق اخرى تدل على قوة المنطقة وتواكبها مع الحداثة من خلال واجهات مبانٍ حديثة تعكس تطوّر المنطقة، ويشمل التعديل على الواجهات ولوح المحلات وازالة التالف منها واستبداله ليتماشى مع واجهات المباني الحديثة. وتكون اللوحات موحدة من حيث المقاسات والانارة في المبنى الواحد، واذا كان في الواجهة عدادت مياه او كهرباء او صناديق بريد، تراعى اثناء تصميم الواجهة فلا توضع بشكل عشوائي تشوه شكل المبنى بحد تحديث الواجهة، وتكون موضوعة بطريقة تتناسب مع الواجهة، وايجاد طرائق مناسبة للتخلص من جميع التمديدات والاسلاك التي تكون على الواجهة وتشوه مظهر المبنى، ووضع حلول مناسبة للتكييف والتمديدات الخاصة بها، إضافة الى التزام بمظهر البلكونات او ازالتها، وهناك بعض المباني تكون بعض بلكوناتها مغطاة واخرى مفتوحة ما لا يتناسب وشكل المبنى اضافة الى استخدامها استخداما خاطئا يشوه شكل المبنى والشارع. وقامت البلدية بالبدء بتفعيل مهام البرنامج عن طريق تشكيل لجنة اطلقت عليها اسم "برنامج تطوير وتحسين النمط المعماري" مكونة من مهندسين ومراقبين فنيين وبمشاركة لجنة المباني المهجورة والآيلة للسقوط لتفعيل البرنامج ضمن خطة عمل تشمل قيام فريق العمل حاليا بحصر نطاق البلدية وتقسيمه الى مناطق عمل وحصر المباني والمنشآت المستهدفة ووضعها وفق الأوليات والمعايير الموضوعة لهذا الشأن. والبحث عن المباني التي تحتاج الى ترميم واخطار ملاكها من خلال خطابات ونماذج اعدت لهذا الغرض موجهة من البلدية، والمتابعة من قبل البلدية وتدعيمها بالتقارير مع الصور إضافة للتأكد من جودة المواد المستخدمة في التشطيب وطريقة التشطيب والالوان، ومدى تلاؤم وضع المبنى الحالي مع الواجهة المقترحة. يذكر أن أمانة المنطقة الشرقية وضمن خريطتها الاستراتيجية نحو مدن منظمة وجميلة أطلقت "برنامج تطوير وتحسين النمط المعماري وواجهات المباني بمنطقة وسط الدمام" ويجري تنفيذه ضمن خطة وآلية عمل واضحة وفترات زمنية محددة بهدف النهوض بالمنطقة وتحسين النمط المعماري لها من خلال عملية التحسين والترميم للمباني الواقعة على الواجهات الرئيسة بالمدينة حتى تليق بما وصلت اليه من مكانة بين مدن المملكة. وسعياً من بلدية وسط الدمام لأن تكون المدينة جميلة وذات هوية مميزة، وضعت الامانة عددا من المبادرات والخطط التنفيذية التي من شأنها تحقيق الهدف الموضوع خلال فترة محدودة، وتعد واجهات المباني جزءا أساسيا في انعكاس النظرة العامة للمدينة والشارع وتعكس الهوية والنمط المعماري لها.