حقيقة البيعة هي عقد بين طرفين، بين الحاكم والمحكوم، وهي عقد وكالة بين أفراد الأمة وولي الأمر، وقوام هذه الوكالة قيام ولي الأمر بما فيه صلاح الناس في دينهم ودنياهم، وحماية البلاد من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ونشر الأمن والاطمئنان في ارجائها والعيش الرغيد لأفرادها. والبيعة التي رأيناها تمثل حدثاً عظيماً في نفوسنا، فقد جسدت روح الحب الصادق والوفاء بين الراعي والرعية، وكانت تطبيقاً فعلياً لما دعت اليه الشريعة الإسلامية الصافية، والتزاما جليا بتطبيق الإسلام منهجاً واسلوباً وصدق الرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم) والمراد بالصلاة هنا: أي يدعون لكم وتدعون لهم. ولقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يؤمن ايماناً مطلقاً بأن الوطن هو الاساس وان الشروع في بناء الفرد لا يتم الا على بنيان راسخ من التطوير والعطاء. ولقد كانت لمسته الاولى نحو تطوير اداء المرأة السعودية ورفع مستواها التعليمي والاكاديمي عندما دشن بعض المواقع لكليات التربية واعلن حفظه الله تحويل كليات البنات الى جامعة البنات، والتي كان لها الوقع الكبير الذي لامس كل العقول، فهذا يدل على نظرته الثاقبة والبعيدة والهادفة لتطوير كل ما فيه صلاح واسعاد الفتاة السعودية والسير للارتقاء بها. والمتأمل لمسيرة كليات البنات فيما يتعلق ببرامج الدراسات العليا والبحث العلمي وتطوره والتوسع في فتح مساراته يتضح له بجلاء مدى التقدم والتطور الذي تم بتوفيق من الله ثم باهتمام وحرص ولاة الامر في اعداد الحاصلات على درجة الماسجتير والدكتوراه بمختلف التخصصات مما كان له المردود الايجابي في ايجاد وتوفير كوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً عالياً ليساهمن في سد احتياج الكليات من اعضاء هيئة التدريس. فقد بلغ عدد الحاصلات على درجة الماجستير حتى عام 1425/1426ه (1656) ألفا وستمائة وستا وخمسين خريجة، والحاصلات على درجة الدكتوراه (799) سبعمائة وتسعا وتسعين خريجة حتى العام المذكور.. فيكون اجمالي الاعداد الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه (2455) خريجة واللائي هن على مقاعد الدراسة (ماجستير ودكتوراه) حتى عام 1426ه فقد بلغ عددهن (1245) طالبة. وقد حرصت وكالة كليات البنات على تفعيل آلية الابتعاث الخارجي في التخصصات التي يتطلبها سوق العمل وغير متوفرة في كليات البنات وجامعات المملكة حيث بلغ عدد المبتعثات خارجياً (11) مبتعثة هذا وقد بلغ عدد المبتعثات داخلياً من مختلف كليات البنات بالمملكة (400) اربعمائة مبتعثة. وختاماً نسأل الله العلي القدير أن يكون هذا العهد عهداً عامراً بالخير والرقي والتقدم. والله الموفق. ٭ عميد الدراسات العليا والبحث العلمي لكليات البنات