تتأهب شركة صدارة للكيميائيات المشروع المشترك لأرامكو السعودية مع شركة داو كيميكال كومباني لطرح باكورة إنتاجها قبل نهاية 2015 وفق تأكيدات خاصة بلغت الشركة بها "الرياض" حيث أعلنت عن إنجازها 96% من أعمال البناء والتشييد لهذا المشروع الفريد من نوعه الذي يمثل أضخم استثمار يُضخ لمشروع واحد في العالم بتكلفة 75 مليار ريال بطاقات هائلة من المنتجات الكيميائية والبلاستيكية الخام، تبلغ ثلاثة ملايين طن متري سنوياً دفعة واحدة. وكانت الأعمال الكيميائية مدار نقاشٍ موسَّعٍ أثناء زيارة إدارتي أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال إلى مشروع صدارة، مؤخراً للاطلاع على مستوى التقدم الذي أنُجز في مجال أعمال الإنشاء والتطوير في المشروع المشترك في مدينة الجبيل الصناعية. تفقّد الوفد الزائر مركز التحكم المتطور لصدارة، حيث قدم عددٌ من خبراء المركز معلوماتٍ حول الأعمال الكيميائية التي لا توازيها في إثارة الإعجاب سوى روح الانسجام البادية على العاملين. وأعرب رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، م. خالد بن عبدالعزيز الفالح، بعد إصغائه لمجموعة من العروض حول عدد من الموضوعات عالية التقنية والمرتبطة ببدء تشغيل مشروع صدارة، عن سروره لمستوى الانسجام الرائع بين أعضاء الفريق في تشييد المشروع بروح الفريق الواحد للسير بهذا المشروع على طريق النجاح وتحقيق النفع للمساهمين ولشركة داو وللأطراف المعنية في المملكة ولعملائها في جميع أنحاء العالم. كان ذلك هو القاسم المشترك الذي ساد الأجواء خلال تجوّل معاليه في أرجاء مشروع صدارة مع رئيس شركة داو وكبير إدارييها التنفيذيين، السيد أندرو ليفريس، يرافقهما رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، أمين حسن الناصر، والنائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، عبدالرحمن فهد الوهيب، ونائب الرئيس للكيميائيات، السيد وارن وايلدر، ومجموعة من كبار المسؤولين في أرامكو السعودية وشركة داو. بدوره أشار ليفريس إلى أن فريق صدارة يصنع التاريخ بهذا المشروع العملاق، الذي يُعد أكبر مجمع كيميائيات يُبنى على مرحلة واحدة، وقال موجهًا حديثه للعاملين هناك سيحُدث هذا المشروع تغييرًا جذرياً في صناعة الكيميائيات في العالم، وأنتم من يصنعه. وأعاد ليفريس التذكير بتصريح أدلى به الفالح عقب التوقيع الرسمي على المشروع المشترك قبل أربعة أعوام، حينما قال إن المشروع سيغير قواعد اللعبة، وقال ليفريس هذا المشروع سيعيد تغيير قواعد اللعبة لصناعة الكيميائيات على مستوى العالم، وأنتم الآن تقفون في القلب منه. وأشاد ليفريس بسجل السلامة المذهل، وأوصى فريق صدارة بمواصلة التقيد بالسلامة حتى آخر مرحلة من الإنشاء، وقال نحرص على سلامتكم جميعًا. فأنتم عائلتنا ونحن نهتم بكل فرد منكم. لذا توخوا السلامة أولاً وقبل أي شيء آخر. من جانبه نوّه الناصر بالجهود البارزة التي بُذلت في تطوير صدارة، وكان حريصًا على تذكير الجميع بأن العمل لم ينتهِ بعد، ملفتاً إلى أن هذه ليست نهاية المطاف إنما هي البداية، لذا أوصيكم جميعًا بمواصلة التركيز على السلامة فيما نخوض هذه المرحلة النهائية المهمة جدًا قبل بدء التشغيل، مضيفاً أن أهمية مشروع صدارة أكبر بكثير من مجرد كونه فرصة استثمارية جيدة لكلٍ من أرامكو السعودية وشركة داو. وعن ذلك كشف الناصر بأن مشروعٌ بهذا الحجم سيعود بفوائد لا حصر لها على المملكة من خلال تطوير تقنيات جديدة وتوفير فرص العمل ومواصلة التنمية في المملكة العربية السعودية، مبيناً أن مشروع صدارة، إلى جانب نجاحه في بناء مجمع عالمي للكيميائيات، قد نجح أيضًا في بناء فريق عمل عالي التأهيل ملتزم بتنفيذ أعمال بدء التشغيل وغيرها من الأعمال في الجبيل الصناعية بكل سلامة وموثوقية. وأشار كبير الإداريين التنفيذيين في مشروع صدارة، زياد اللبان إلى أن جهودًا مكثفة بذُلت في وقت مبكر لتوظيف وإعداد قوى عاملة مؤهَّلة في صدارة، وأن هذا الالتزام تجاه تنمية الخبرات قد آتى أكلهَ على أتم وجه. ولدى صدارة حاليًا 4 آلاف موظف تقريبًا في الجبيل وهناك 580 آخرين يعملون من خلال مكتب في الخبر. وشدد اللبان على الكفاءات العالية في إدارة المشروع التي صقلتها التجارب في هذا الفريق، مع سعي الشركة أيضًا إلى الاهتمام بالتطوير المهني ونجاحها في الوقت نفسه في بناء فريق رائع ومنسجم في هذا المكان. وأعلن بأن فريق العمل مسؤول عن مشروع بلغت فيه نسبة إنجاز أعمال الإنشاء أكثر من 96%، فضلاً عن أعمال ما قبل التشغيل المبدئي، وفي بعض الحالات، أعمال التشغيل المبدئي التي تجري على قدمٍ وساقٍ في عديد من جوانب مشروع صدارة، إضافة إلى تحقيق سجل سلامة مذهل حيث بلغ عدد ساعات العمل الإجمالي التي أمضاها العاملون في إنشاء مشروع صدارة 4 مليون و11 ساعة عمل حتى الآن، مع المحافظة على سجل سلامة مذهل للحوادث المسجلة وفق المعايير العالمية، كما قضى العاملون مليون ساعة عمل في أعمال التخطيط وتسع ملايين ساعة عمل في أعمال الهندسة. ما يلفت النظر في هذا المشروع العملاق هو مجموعة أصولِه، إذ يضمُّ 26 مصنعًا عالمي المستوى ويستخدم 14 تقنية جديدة على المملكة، إلى جانب وحدة تكسير النفتا الخاصة به، التي تعُد أول وحدة من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي. ويذُكر أن عدد العاملين في المشروع عندما كان في ذروة مراحله الإنشائية زاد على 60 ألف عامل في الموقع الذي يمتد على مساحة 6 كم مربع. وإلى جانب الجولة الشاملة في مركز التحكم، جال الوفد الزائر أيضًا في المرافق الهائلة لمشروع صدارة، بما في ذلك زيارة مبنى المختبر ذي التقنيات الحديثة، ومنطقة التخزين والتغليف الضخمة.