لم يكن المهاجم ناصر الشمراني نجما عاديا وهو يشق طريقه بثبات إلى زعامة نجوم القارة الآسيوية بجائزة أفضل لاعب قاري 2015 بعد منافسة شرسة من الكثير من نجوم آسيا، وقبل ذلك برهن نجوميته بالحصول على لقب هداف الدوري السعودي خمس مرات بوجود العديد من المهاجمين المحليين البارزين والاجانب، وهو مؤهل لأن يتجاوز هذا الرقم، خصوصا أنه لايزال قادرا على العطاء واستعادة تألقه حتى وإن أبعده الإيقاف وجلس على كرسي الاحتياط لفترة معينة ربما لرؤية المدرب أو اختلاف في وجهات النظر او لعدم جاهزية الشمراني الذي يلقب ب"الزلزال" عطفا على عشقه الدائم لهز شباك الخصوم محليا ودوليا على الرغم من الظروف التي تعرض لها اللاعب، وهي ظروف اقوى من التي يواجهها الآن الا أنه حمل على عاتقة تكوين شخصيته الرياضية وسمات الابداع وحضوره القوي في مختلف الأندية التي لعب لها بداية بالوحدة مرورا بالشباب، وأخيرا الهلال، وصنع لنفسه مكانة كبيرة بين اساطير كرة القدم السعودية عطفا على انجازاته القارية وألقابه المحلية. عودة الشمراني إلى الواجهة وهو قادر على ذلك بعد توفيق الله تحكمها اطراف عدة الكل منها لايسغني عن دعم وقفة الآخر حتى يتحقق الهدف المنشود وتتحول السلبيات الى ايجابيات، أولها أن يؤمن اللاعب نفسه أن أي نجم مهما بلغ من اللمعان والامجاد والشهرة معرض للهبوط في مستواه لظروف داخل وخارج الملعب، فضلا عن الانفعال اللحظي الذي ربما يترتب عليه نتائج عكسية من من دون أن يتحكم باعصابه، وتصرفاته وتصريحاته وتعامله مع من حوله لاسباب معينة، وثانيها تقدير الادارة ودعم الجماهير ووقفة اعضاء الشرف لما يمر به اللاعب خصوصا بعد الحروب التي كانت تشن ضده ولا تزال (حتى لا يتفوق على لاعبين معينين في ارقامه وانجازاته)، وبالتالي جلوس الإدارة والرئيس تحديدا معه جلسة مصارحة من أجل مصلحة الفريق لسؤاله عن المنغصات التي تعترض طريقه نحو التألق من جديد، ويستحسن أن يكون ذلك بحضور المدرب اليوناني جيورجيس دونيس المعني الأول في هذا الأمر حتى تكون الأمور واضحة وينتهي كل شيء بتجاوب الاطراف مع بعضها نحول الحلول التي لاتستهدف مصلحة طرف بمعزل عن الآخر انما من أجل الكيان، فالشمراني عنصر مؤثر وعاشق كبير للنادي بدليل تصريحاته التي تؤكد تمسكه البقاء وسط "القلعة الزرقاء"، اما ترك الأمر بينه وبين المدرب معلقا، فالمتضرر ليس اللاعب ولا اليوناني (الذي لا يمكن لأحد أن يصادر قناعاته ورأيه الفني) انما الكيان خصوصا أن ناصر ثروة رياضية كبيرة ونجم لا يشق له غبار ومتى ما صفت الاجواء سيكون حضوره مدهشا عطفا على حسه التهديفي وموهبته الكبيرة وخبرته العريضة. نعم للشمراني أخطاء في فترات سابقة وعليه أن يدرك هذا الشيء وأنه لأحد فوق النقد والنظام، كذلك الحال للمدرب والادارة يخطئان في قناعاتهما وقراراتهما وتلك طبيعة من يعمل ويريد أن ينتج، ولكن من غير المستحسن يصبح الخطأ حاجزا من دون الاصلاح وصفاء الأنفس وتلاقي وجهات النظر لمصلحة عامة وليس لهدف خاص، والشمراني متى ما وجد الدعم من الهلاليين جميعا سيكون حضوره مختلفا عن السابق وسيظل الرقم الابرز في الكرة السعودية، بل ربما يأت بارقام وإنجازات لم يأت بها لاعب آخر، وتلك مسؤولية عشاق الكيان الازرق لمساعدة نجمهم الكبير على استعادة النجومية، وعلى إدارة النادي أن تكون واقعية ولا تنجرف خلف من يريد ابعاده عن الهلال إذ لو لم يكن نجما موهوبا مهاريا يحترق من اجل الفريق لما طارده البعض حتى في معسكرات المنتخب الخارجية وتابعوا كل حركاته وسكناته وتركوا الكسالى الغير مفيدين للنادي والذين لايخجلون من الابتسام لخسارة الفريق امثال نواف العابد وسالم الدوسري وصاحب المستوى الفني المنخفض جدا عبدالعزيز الدوسري. الشمراني يخطيء وهذا طبيعي لأنه بشر ولديه غيرة وحرقة على الفريق وهناك لاعبون اقتربوا من سن ال40 عاما ويرتكبون اخطاء لاتقارن باخطاء الشمراني وعلى الرغم من ذلك يجدون من اعلام فرقهم وإدارات ناديهم كل الدعم والدلال وينتظرون نهاية ايقافهم ليسلمونهم شارة القيادة ومثال آخر، الم تستغني إدارة الاتحاد عن محمد نور لاسباب لاتقارن بما لوحظ على ناصر وينتقل لناد آخر وبعد ذلك تعيده إدارة أخرى وتمنحه كل الدعم وتجدد فيه الثقة بقيادة الفريق وغير نور الكثير. على إدارة الهلال أن تترك المكابرة وتكون واقعية مع قضية ناصر وتقوم سلوكه بهدوء وتقرب وجهات النظر بينه وبين المدرب والرابح الاكبر هو الفريق ولو أنها تتعامل معه بهذا الشكل وتطفشه لأن لديها نجوم لربما قُبل الأمر على مضض لكن من هم النجوم الذين يعول عليهم (هل هو العابد أم سالم أم عزوز أم السالم؟).