"عزيزي العميل نود إخطاركم بأن شركة المياه الوطنية قد انضمت لعضوية الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) وعليه سوف يتم المشاركة بمعلوماتكم الائتمانية مع اعضاء سمة لضمان جودة الخدمة المقدمة ورفع مستوى الشفافية". هذا نص الرسالة التي وجهتها شركة المياه لعملائها وتحمل معاني عديدة وتطرح تساؤلات لا تستطيع حتى الشركة نفسها الافصاح عنها رغم اشارتها للشفافية في آخر الرسالة. ولست ادري ايضا ما دخل الجودة في تلك العضوية ومستوى الشركة في خدمة عملائها، ولعلي هنا ادعو الشركة الموقرة لايضاح انعكاس تلك العضوية على المستهلكين. خصوصاً ونحن نعرف ماهي طبيعة (سمة) وارتباطها بتعطيل الخدمات الخاصة بالمواطن بناءً على طلب احد اعضائها دون قرار من جهة رسمية تختص بتلك الصلاحية، ولسنا هنا نناقش عمل شركة المعلومات الائتمانية بقدر ما نتناول خبر شركة المياه بناءً على العضوية الجديدة هل نفترض ان الشركة ستستعلم عن اي عميل لها لم يقم بتسديد فاتورة المياه لمعرفة رصيده وقدرته المالية فتساعده وتسقط عنه قيمة الفاتوره او جزءا منها.. أو العكس حيث تستفيد من اعضاء آخرين لتوقف عن المواطن خدمة ما لعدم السداد، احتمالان متناقضان كلاهما ليس له علاقة بضمان جودة الخدم. عموماً شركة المياه امام تحد وطني كما هي وطنية وذلك في العمل على تقليل الفاقد من المياه والهدر الحاصل في الشبكة وتسربات الاعطال والانكسار وبحث شتى وسائل الترشيد التي تعمل بشكل مباشر او غير مباشر، وتساهم في حملات عملية وافكار نوعية يشارك فيها المجتمع بفئاته واعماره المختلفة وفق رسائل ونماذج علمية مدروسة. إن عاصمة مثل الرياض تعانق العواصم العالمية وتعيش نهضة جادة وحراكا ضخما من المشروعات الواعدة التي ستنقل الرياض الى عالم آخر من التطور لا تزال صهاريج سقيا المياه التي تجوب الشوارع تشكل تشويهاً ملفتاً للانتباه ماذا نقول عند مشاهدة طوابير المراجعين عند خزانات المياه ينتظرون دور السقيا صباح كل يوم لأن الشبكة عاجزة عن تلبية الاحتياج ولو بأقل مستوى من الخدمة هذا ما يجب ان تسعى لحله الشركة وتسخر كل طاقاتها له، وبعد ذلك لابأس ان تتوسع في فرض الغرامات على المواطن ولو لتسرب لا يتعدى المترين فرضه غسيل سيارة او تنظيف فناء.. ختاماً نبارك للشركة العضوية الجديدة ونتمنى لها المزيد من الحكمة والرشاد.