خسر الهلال فرصة التتويج بذهب دوري أبطال آسيا والتأهل إلى كأس العالم للأندية على يد الأهلي الإماراتي، لكنه ودع البطولة الآسيوية وهو مرفوع الرأس مثلما حدث معه في النسخة الماضية مع سيدني الإسترالي، حاول "الزعيم" أن يسعد أنصار الكرة السعودية حتى الثواني الأخيرة في مواجهته مع الأهلي، لم يستسلم على الرغم من ظروفه الصعبة وأخطاء مدربه فرق آسيا تشاطر الهلاليين الطموح.. ولقطة الوداع مشرفة وتأخره بهدفين، إذ عاد في دقائق ورجح كفته بروح وقتالية بعض لاعبيه، بيد أن التوفيق لم يحالف "زعيم آسيا" في الوقت بدل الضائع، هذا هو حال كرة القدم، لابد من فائز وآخر خاسر، وإن كانت مبارياتنا مع الأشقاء الإماراتيين لا خاسر فيها، ففوز الأهلي ووصوله إلى النهائي هو انتصار للهلال أيضاً. كأس آسيا صفحة وأنطوت، وبطولة مثل غيرها من البطولات التي خسرها الهلال، يجب الا يتوقف الهلاليون عند هذه النقطة فالموسم لا يزال في بدايته وتنتظرهم ثلاث هؤلاء خذلوا «الأزرق».. ووصفة العلاج بيد الإدارة الهلالية بطولات محلية ورابعة قارية، أولى خطوات التصحيح أن يستفيد الفريق من درس العام الماضي، والا يستسلم للخروج الآسيوي، صحيح أنه خروج مر، لكنه بالتأكيد ليس نهاية المطاف، لاسيما وأن البطولة التي يشارك فيها 32 فريقاً من شرق القارة الصفراء وغربها، لا تقبل إلا ببطل واحد، وكل فريق من هذه الفرق يعمل وينفق الملايين من أجل أن يكون هو هذا البطل، ليس "الزعيم" وحده من يحلم باللقب ويعمل من أجله. لقب دوري أبطال آسيا هو بالفعل طموح لكل هلالي، والهدف الأول للإدارة والجهاز الفني واللاعبين، لكن ليس من المنطق أن يصبح الموسم للنسيان بمجرد خسارة هذا الهدف، هذا ماحدث بالفعل في الموسم الماضي بعد موقعة سيدني، إذ دفع "الأزرق" ثمن ذلك بخسارته للقب (دوري عبداللطيف جميل) ومسابقة كأس ولي العهد، قبل أن يتدارك الوضع ويستيقظ في نهاية الموسم ويتوج بكأس خادم الحرمين الشريفين. الإدارة الهلالية عملت بشكل جيد، واستعدت للموسم بتعاقداتها المميزة، لم يكن عملها حكراً على دوري أبطال آسيا، بدليل أن تعاقداتها كانت لمواسم، إذ أعدت الفريق لكل بطولات الموسم سواءً المحلية أو الخارجية، وينتظرها الآن دور كبير لانتشال الفريق من الخروج الآسيوي، حتى يكمل "زعيم آسيا" مشواره محلياً، ويستعد من جديد للتتويج بالذهب الآسيوي من خلال النسخة المقبلة، وهو مؤهل لذلك كونه يعتبر واحداً من أفضل الفرق السعودية هذا الموسم إن لم يكن أفضلها على الإطلاق عطفاً على مستوياته والأسماء التي يمتلكها في صفوفها المحلية منها والأجنبية. الجماهير الهلالية تدرك دورها جيداً، بدليل أنها وعلى الرغم من الخسارة توجهت إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض لاستقبال اللاعبين، ومؤازرتهم، فهي تعلم بأن التهيئة النفسية في المرحلة الحالية أهم من أي شي آخر، وبلا شك أنها لم تفعل ذلك إلا لأنها مقتنعة بأن فريقها فعل كل مابوسعه من أجل أن يخطف اللقب، قدم مستويات كبيرة، وتجاوز دور المجموعات، وتأهل للأدوار النهائية، تغلب على ظروف التحكيم الآسيوي "الظالم"، وغير ذلك، لكنه لم يوفق بسبب غفلة من لاعبيه، لم تتجاوز الثواني. لكن هذا لا يعفي بعض اللاعبين من المحاسبة، لأنهم لم يخذلوا الهلاليين فقط، بل خذلوا كل سعودي تمنى أن يرى ممثل وطنه بطلاً للقارة الصفراء، والحديث هنا عن الحارس خالد شراحيلي والمدافع البرازيلي ديجاو ولاعب الوسط سلمان الفرج، ففي وقت الحصاد الذي يحتاج فيه الفريق لخدمات كل لاعب، تلقى الهلاليون صفعة قوية بغياب الثلاثي الذي يمثل "عمودا فقريا"، إذ وضعوا الهلال في موقف محرج وجعلوه محاطاً بالظروف الصعبة، فأي فريق في العالم يتعرض لمثل هذا النقص بالتأكيد سيتأثر مثلما حدث للهلال في المباراة، تصرفات الثلاثي بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الذين كانوا عالة في الملعب بلامبالاتهم مثل نواف العابد وغيره لابد أن تقابلها وقفة صارمة وجادة من الإدارة الهلالية، وأن يكون لها موقف حازم بجعلهم عبرة لغيرهم في مستقبل الأيام، فالنادي يصرف ملايين الدولارات من أجل تجهيز الفريق، ويُصدم بتصرفات لا مبرر لها تحرمه من نجومه. العابد لعب مع الأهلي بلامبالاة الأهلي فاز في الوقت القاتل الهلال خسر ديجاو بسبب تصرفاته