أن تغيب عن المران الأخير لفريقك قبل موقعة حسّاسة وهامة جداً، لإدارة النادي وجهازه الفني، ومن خلفهم الجماهير، وأنت أحد الركائز الأساسية التي يعتمد عليها محلياً وخارجياً.. فهو إهمال وعدم إحساس بالمسؤولية، من قبلك كلاعب تمثل أحد أكبر الأندية المحليّة، وأكثرها تحقيقاً للبطولات الخارجية. وأن يكون هذا الأمر قد تكرر، وسط محاولات من قبل الجهاز الفني والإداري للملمة شتاتك وعدم انضباطيتك كلاعب وخلق الاستقرار اللازم للفريق طمعاً في استشعارك للمسؤولية، فهو تأكيد على تحملك للأخطاء لوحدك دون سواك. فبعد عامين من الغياب عن الملاعب لدواعي الإيقاف من قبل لجنة المنشطات، عاد حارس المرمى الأول في الملاعب السعودية حالياً "خالد شراحيلي"، لتكرار حالة انضباطية يتحملها لوحده.. الوصول إلى ناديه الهلال قبيل نهاية التدريب الرسمي الأخير وحزم الحقائب إلى دبي، استعداداً لموقعة مفصلية ومهمة "للأزرق" أمام الأهلي في البطولة الآسيوية.. حالة تكررت منه طيلة الأسابيع الماضية، تأخير وغياب واحترافية منسية. خطأ وعدم اكتراث من قبل اللاعب، اضطر معه الجهاز الفني للفريق الأول بقيادة الفيلسوف اليوناني دونيس للتعامل معه بشكل سريع وإصدار قرار مرتقب، إما تجاوز الأنظمة والسماح له بالمغادرة وخوض المباراة، أو إعطاء كل ذي حقٍ حقّه ومنح زملائه الأكثر جدية وانتظاماً منه، الفرصة السانحة للذود عن ألوان الهلال في موقعة لا تقبل أنصاف الحلول. اليوناني دونيس، قدّم درساً فريداً من نوعه قلما نشاهده في الملاعب السعودية وسط تأييد كامل من قبل إدارة الأمير نواف بن سعد، حين طبّق النظام وفرض احترام الكيان الكبير، فضلاً عن تقديمه رسالة مجانية إلى كافة اللاعبين، بأن لا مكان لأي متجاوز وعدم مستشعر للمسؤولية. بغض النظر عن النتيجة النهائية، وتأهل "الأزرق" من عدمه، دونيس حافظ على سمعة فريقه ومكانته الكروية قارياً ومحلياً، من أي خدش تصنعه أحد أدواته الفنيّة، مؤكداً أن القائد الناجح هو من يتخذ قراراته الحاسمة والهادئة وسط الضغوطات المفاجئة.