كما هو في كل عام، ودعماً للحركة الفكرية والثقافية بالمملكة ورغبة في حفز همم المؤلفين على الإبداع ونشر حركة التأليف الواعية، أقام مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مساء أمس حفل جائزة كتاب العام، في دورته الثامنة، بحضور وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي وعدد من المسؤولين والمثقفين، الذي ينظمه أدبي الرياض بالشراكة مع بنك "الرياض". وقد منحت مناصفة بين د. عبدالله بن محمد المنيف عن كتابه: "صناعة المخطوطات في نجد ما بين منتصفي القرنين العاشر حتى الرابع" الصادر في طبعته الأولى عام 1435 عن دار أورقة للدراسات والنشر بالأردن، ود. هند بنت عبدالرزاق المطيري عن كتابها "البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية" الصادر في طبعته الأولى عام 1436 عن دار الانتشار العربي ببيروت. د. الحيدري: الجائزة تعد أنموذجاً للتعاون الثقافي بين المؤسسات الخاصة والحكومية بدأ الحفل بكلمة رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض المشرف العام على الجائزة د. عبدالله الحيدري موضحاً فيها الدور الحكومي في دفع عجلة الإبداع والتأليف في مجالات الثقافة المتنوعة، بجانب أهمية التعاون والتبادل في التنمية الفكرية بين المؤسسات الخاصة والحكومية، متمثلاً ذلك في جائزة كتاب العام التي تعد انموذجاً فعّالا ومؤثرا في سياق الحركة الثقافية بالمملكة. كما أشار الحيدري في كلمته إلى دور صُناع القرار الواضح والباذخ لتحقيق ذلك بجانب إشرافهم المباشر حيث قال: "يغمرنا المسؤولون في وزارة الثقافة كل عام بتكريمهم بالحضور دليلاً على احتفائهم بحركة الإبداع والثقافة في المملكة، وما هذه الجائزة إلا دليلاً على ذلك وعلى التمازج المثمر والرائع للشراكة بين المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة". أما عن أسباب اختيار الكتابين للفوز بالجائزة فقد أوضح الحيدري أنه - وبعد أن نظرت لجنة التحكيم في الكتب المرشحة - أوصت بفوز الكتابين مناصفة؛ لوجود المسوغات التي اشترطتها الجائزة في مضامينها، فكتاب: "صناعة المخطوطات في نجد ما بين منتصفي القرنين العاشر يمثل جهدا حقيقيا في التقصي والتحليل لكون الكتاب يعرض فترة تاريخية منسية ومجهولة لم تتطرق لها الدراسات الإكاديمية السابقة بهذا الشكل التحليلي والأسلوبي، إضافة إلى رصانته العلمية. أما فوز كتاب: "البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية"، فقد عدته اللجنة إضافة للمجال الذي كُتب عنه، حيث عرفت المؤلفة - وفق أدوات معجمية وقوالب دلالية تتسق مع تلك الفترة - البطل لغويًا. الحيدري أردف كلمته بالتهنئة للفائزين عن نفسه ونيابة عن اللجنة التي أشرفت عليها منذ أشهر طويلة، مختتماً ذلك بشكره وزير الثقافة والإعلام على رعايته وتكريمه لها بالحضور، وللدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بالمملكة". عقب ذلك ألقى نائب الرئيس التنفيذي والمشرف العام على برامج خدمة المجتمع في بنك الرياض أ. محمد بن عبدالعزيز الربيعة قائلاً: إن جائزة كتاب العام باتت من العناوين البارزة التي تتصدر أجندة برامج الرعاية المستدامة التابعة للبنك، لا سيما في ظل ما اكتسبته الجائزة منذ انطلاقتها من سمعة وصدق، وما تتمتع به من مكانة أدبية رفيعة نتيجة لدورها في تسليط الضوء على جملة من المؤلفات التي كان لها دورها في إثراء حركة التأليف والإبداع في المملكة، مؤكداً حرص بنك الرياض على ترسيخ شراكته المثمرة مع نادي الرياض الأدبي، للحفاظ على استمرارية هذه الجائزة، وتوفير الإمكانات اللازمة لترسيخ مكانتها كإحدى العلامات المتوهجة في فضاء الثقافة والمعرفة، لافتاً إلى أن دعم البنك جائزة كتاب العام، يعد امتداداً لرؤية البنك إلى "الثقافة" بحسبانها إحدى المقومات الرئيسة للتنمية الشاملة المستدامة ومحركاً أساسياً لازدهار المملكة ورفاه شعبها، وهو ما يمثل بدوره محور رسالة البنك ومنطلقاً لدوره في خدمة اقتصاد المملكة ومجتمعها. واختتم حديثه أن نور الكتاب وحده هو الذي سيهزم ظلام الجهل، وأن البنك تقديرًا لأهمية الكتاب سيقوم بشراء مئة نسخة دعمًا للفائزين ودعماً لهذه المسيرة. تلا ذلك كلمة ألقاها الفائزان بالجائزة متمثلةً بقصيدة ل د. هند عبدالرزاق المطيري بعنوان "فوز ... وزيادة"، في حين أشار د. المنيف إلى أن هذه الجائزة تعد غيّرةً على التراث وحفظاً له من المساس وانتصاراً للثقافة السعودية. الحفل اختتم بكلمة وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي قائلاً: "رواد الثقافة والأدب، سعادة الحضور، إن الأمة الراشدة والوطن المعطاء هو الذي يحتفي بالكتاب الذي يقع في أعلى سلم أولياتها احتفاءً بالمعرفة وبتراكم التجارب، لذا فإني أتقدم بصدق الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لما يقدمه من تحفيز للثقافة والإبداع"، مؤكداً في كلمته أن استمرار مشروع "كتاب العام يعني قيامه" على أسس متينة ورشيدة وأن وزارة الثقافة تسند أيديها على أي جائزة تضع الكتاب في أولياتها شاكرًا النادي الأدبي بالرياض على الجهود التي يقدمها ومتمنيًا للفائزين مزيداً من التوفيق والنجاح. المشرف العام على الجائزة د. الحيدري خلال الحفل د. عادل الطريفي مكرماً د. هند المطيري د. المنيف مكرماً