بدأتُ عملي فى بعض العيادات النفسية منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاماً. شاهدت خلالها العديد من التحولات بالذات فى حياة الأسرة السعودية وأقصد هنا الحياة الزوجية. وللأسف الشديد تغيرت المشكلات من مشكلات فى الحوار والتفاهم وتربية الأبناء والمشكلات المادية وتدخل الأهل ونكد الحموات، وبعض سمات الشخصية التي قد تعكر صفو الزواج من مثل الغضب الشديد أو الكسل والصمت المستمر وعدم تحمل المسؤولية، وحتى بعض الأمراض النفسية التى تجعل مركب الزواج يتعثر مثل الاكتئاب والقلق وعصاب الوسواس، إلى مشكلات أخلاقية بالذات من قبل الأزواج وأولها وأهمها وأكثرهاً تدميراً للحياة الزوجية والأسرية وطعناً لقلب المرأة الزوجة مشكلة الخيانة الزوجية وتأتي هذه المشكلة مرتبطة كثيراً بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من الإيميل أو تويتر والجوال وغيرها من مثل سفر الزوج بمفرده أو مع أصدقائه. ولا أستطيع أن أقول إن الخيانة ظاهرة اجتماعية؛ حيث إن معلوماتي مقيدة بالحالات التى أراها في العيادة فقط. ولكن يؤلمني أن أقابل ثلاث حالات لخيانة الزوج في أسبوع واحد فقط. ويبدو أن الأزواج بدأت لديهم هواية تعدد الجوالات، واحد للزوجة والأهل وللأصدقاء، وآخر للعشيقات وكثيراً ما تنجح الزوجة في اكتشاف الخيانة سواء بدليل مادي أو بحس المرأة الذي يشم رائحة الخيانة ويستشعر بها عن بعد. وهذا مالا يدركه الرجل عن المرأة وقوة حدسها فى معرفة مايدور خلف ظهرها. فهي بطبيعتها مخلوق حساس يعطي للعواطف دورا كبيرا وهذا يساعدها في معرفة تغيير مشاعر زوجها نحوها أو حتى معرفة الفتور الذي يغلف هذه المشاعر. وتبكي المسكينة وتُطعن فى كرامتها وتستسلم لليأس والهوان. وتسجن بين جدار الحياة الزوجية مرغمة متألمة خاصة لو كان لديها أطفال. تداهمها الأمراض النفسية والجسدية بينما للأسف ينطلق الزوج كمراهق تسيره رغباته ونزواته ضارباً بعرض الحائط كل مبادئ الشرع الحنيف التي تحرم مثل هذا السلوك، بل وتعاقب عليه ولكن كما نقول من أمن العقوبة اساء الأدب. ولعل أكثر ما يحيرني هو تلك الازدواجية التي يمارسها بعض الأزواج في سلوكهم فكما ذكرت لي إحدى الزوجات التي بدت مرهقة متألمة وتبكي بمرارة حيث قالت: ولكن دكتورة زوجي محافظ على الفروض الخمسة في المسجد حتى صلاة الفجر لا تفوته، يقرأ القرآن يومياً ورغم ذلك فهو يخونني. الخيانة وقعها مؤلم على قلب وروح المرأة، فهي دمار فادح وشرخ في قلبها وفي جدار الحياة الزوجية قد لا يصلحه الزمن، ولا يعتقد الرجل أن ما أفسدته يداه يمكن إصلاحه بسهولة. فإذا سقط جدار الثقة بين الزوجين سقطت الحياة الزوجية بأكملها فأنتبهوا. الحذر الأكبر من الوقوع فى الخطأ خاصة فى موضوع كهذا حاسم ولا رجعة فيه. لمراسلة الكاتب: [email protected]