نوه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيد أنطونيو غوتيريس بالجهود الجبارة التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله لخدمة أعمال الإغاثة، واصفاً المملكة بالدولة القائدة على مستوى العالم في دعم عمليات الإغاثة والتي تسهم في دفع العديد من الدول لتقديم المساعدات والدعم لعودة اللاجئين. وكشف أنطونيو غوتيريس في لقاء خاص ل "الرياض" عن قلق المفوضية من تزايد أعداد اللاجئين والنازحين جراء الصراعات التي تشهدها الدول المضطربة والتي زادت من أعدادهم لتصل إلى 60 مليون لاجئ ونازح، مبيناً أن المفوضية تعاني من نقص المبالغ المالية الكافية لتقديم الدعم والخدمات العاجلة لهؤلاء اللاجئين. وبين أن عدد اللاجئين خلال العام الماضي فقط زاد إلى 10 ملايين لاجئ متوقعاً أن يزداد العدد خلال ما تبقى من العام الحالي، وموضحاً أن هذا الرقم من اللاجئين هو الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي يزور حاليا المملكة برفقة وزير دولة باكستان للأقاليم والمناطق الحدودية الجنرال عبدالقادر البلوشي ووزير الدولة الأفغاني لشؤون اللاجئين والعودة إلى الوطن سيد حسين عالمي بهدف اطلاع القيادة على وضع اللاجئين الأفغان والحلول الإستراتيجية المتمثلة بحزمة العودة الطوعية وإعادة الإدماج المعززة، إلى أن المملكة تربطها علاقات أخوية واقتصادية بدولتي باكستان وإفغانستان وستسهم كعادتها بتقديم الإجراء المناسب لدعمها في سبيل عودة خمسة ملايين لاجئ أفغاني لديارهم مؤكداً أن دور المملكة القيادي سيشجع الدول الداعمة في تسهيل عودة اللاجئين. 60 مليون لاجئ ونازح أثقلوا على المفوضية التي تعاني قلة المبالغ المالية وأضاف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اللاجئين الأفغان أثقلوا على الاقتصاد الباكستاني طيلة ال 36 عاماً الماضية بمنحهم كافة التسهيلات والخدمات وإتاحة العمل لهم الأمر الذي أثر على الحياة العادية والاقتصادية لباكستان على مدى الثلاث عقود الماضية. المعوقات التي خلقتها الحكومة الأفغانية السابقة شردت 60% من اللاجئين العائدين وأتهم أنطونيو غوتيريس الحكومة الأفغانية السابقة بخلق المعوقات التي من شأنها منعت عودة اللاجئين لديارهم من خلال عدم جديتها في تقديم خطة لتسهيل العودة وكذلك عدم توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها اللاجئين من الخدمات التعليمية والصحية والسكنية، كاشفاً أنه ومن خلال المسح الذي قامت به المفوضية حول اللاجئين الذين سبق لهم العودة لأفغانستان تبين أن 60% منهم عادوا إلى باكستان ومنهم من هاجر لدول أورباء بطرق غير مشروعه نتيجة قلة الخدمات وعدم توفير الحكومة لأراضي سكنية لهم. وأضاف أن الحكومة الأفغانية الحالية بقيادة الرئيس أشرف غني لديها خطط جدية لعودة اللاجئين الذي وضع هذا العمل من أولويات أعماله الأمر الذي دعا مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحكومتي أفغانستانوباكستان بوضع استراتيجية تهدف إلى تسهيل عودتهم مبيناً أنه تم مناقشة هذه الاستراتيجية في مؤتمر جنيف الأسبوع الماضي بحضور 125 دولة من الدول المانحة، وعد السيد أنطونيو هذا الاجتماع اجتماعاً مصغراً للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته موافقة جميع الدول المشاركة على هذه الاستراتيجية. وعن تفاصيل الاستراتيجية بين المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة الأفغانية تتمثل في تقديم الخدمات في جميع المجالات وتوفير الفرص الوظيفية للعائدين إضافة إلى دعم اللاجئين دعماً مادياً لبناء حياتهم الجديدة مقدراً الدعم وفق الاستراتيجية المقترحة ب 3000 دولار لكل عائلة لمساعدتهم عل تكاليف المعيشة والإسهام في بناء مشروعات خاصة لكل عائلة، مشيراً إلى أن الاحتياج الفعلي قد يصل إلى 83 مليون دولار. البلوشي ل«الرياض»: اللاجئون الأفغان يكلفون باكستان 100 مليون دولار سنوياً من جهة أخرى بين وزير دولة باكستان للأقاليم والمناطق الحدودية الجنرال عبدالقادر البلوشي في تصريح ل"الرياض" أن اللاجئين الأفغان منذو 36 عاماً يكلفون الحكومة الباكستانية مبلغ 100 مليون دولار سنوياً على الرغم من محدودية الإمكانات الاقتصادية لدولة باكستان، مشيراً ألى أن اللاجئين الأفغان بباكستان كلفتهم الكثير من المصادر من خلال استخدام البنية التحتية من تعليم وصحة وخدمات تقدم لأكثر من خمسة ملايين لاجئ. وبين البلوشي أن 30% من اللاجئين يقطنون في مخيمات اللاجئين في حين يعيش 70% منهم في القرى والمدن الباكستانية. الجنرال عبدالقادر البلوشي متحدثاً ل «الرياض» (عدسة/ عمار الملحم)