دفعت حملة على الفيس بوك أطلقتها حركة سمت نفسها "أمسك لصك" مئات المواطنين البيروفيين لتولي مهمة تطبيق العدالة والاقتصاص من اللصوص والنشالين بأنفسهم بعد أن فقدوا الثقة في الشرطة والأجهزة العدلية في معاقبة المجرمين. وانطلقت الحملة بعد أن اتخذ سكان أحد الأحياء في العاصمة البيروفية ليما قرارهم بعدم اللجوء إلى الشرطة في حالة تعرضهم للسرقة أو النشل وأخذ القانون في أيديهم. وقد تراوحت العقوبة بين التجريد من الملابس والجلد على مشهد من الجميع إلى إجبار اللص أو النشال على التهام كمية من الفلفل الحار. وسارع عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو للصوص ونشالين مزعومين وهم يتلقون القصاص العادل الذي يستحقونه في غالب الأحيان على أيدي غوغاء طالبي الثأر. وأظهر أحد هذه المقاطع امرأة جردت تماماً من ملابسها وأرغمت على السير في شارع مزدحم مع لافتة حول عنقها تقول "أنا لصة". وأظهر مقطع آخر اثنين من النشالين المزعومين أجبرا على الوقوف فوق بيوت للنمل وهما يستجديان ويتوسلان الرحمة في الوقت الذي راحت فيه هذه الحشرات تلدغهما في أرجلهم وأقدامهم وحتى في أعضائهم الخاصة. ولاقت الحملة تأييداً كبيراً بين البيروفيين وصوت 53 بالمئة من الأشخاص الذين تم استطلاعهم إلى جانبها وأيدوا الطريقة الجديدة لوقف اللصوص والنشالين عند حدهم. وقد اندلعت شرارة الحملة الشهر الماضي حينما ساعدت ربة منزل في وسط البيرو جارتها في الإمساك بلص حاول اقتحام منزل الأخيرة. نشال أوقعه حظه العاثر في قبضة محبي الانتقام واحتجزت المرأتان اللص بمساعدة من الجيران لأكثر من ساعتين قبل أن تحضر الشرطة وتصحبه لكنهما فوجئتا بإطلاق الشرطة لسراح اللص بعد أقل من نصف ساعة من احتجازه. ولاقت الصيحة التي أطلقتها المرأة على صفحتها في الفيس بوك تحت عنوان"أمسك لصك" استحسان الكثيرين من المستاءين من تساهل الشرطة مع المجرمين وتبنى عدد كبير من متابعي صفحتها المبادرة بتولي تنفيذ القصاص في المجرمين. وينحي مؤيدو الحملة باللائمة على الشرطة ونظام العدالة في البيرو والذي يقولون إنه أحبطهم وخذلهم في الوقت الذي كانوا يتوقعون منه حمايتهم ضد المعتدين على أملاكهم وأموالهم. وأظهر استطلاع حديث أن 34 بالمئة فقط من البيروفيين يثقون في الشرطة وفي الجهات المكلفة بالقبض على وسجن المجرمين.