قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس: إن الوِحدة الدينية والوطنية من الضروراتِ المحكمات، والأصولِ المسلَّمات، كما هي من أسس الأمن والاطمئنان، ودعائم الحضارة والعمران، بل هي معراج لبلوغ مرضاة الدَّيان، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) وقال سبحانه: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ). وأكد أن ما ننعم به اليوم من الأمن والاستقرار، والرخاء والتقدم والازدهار، لهو من فضل الله أولاً، ثم مما مَنّ الله به علينا من الوحدة والجماعة بين أبناء المملكة، والتلاحم بين أبناء الشعب والقيادة الرشيدة فلقد أذن الله تعالى لهذه البلاد بالاجتماع بعد الفرقة، والتوحيد بعد الشقاق على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله بواسع رحماته وأنزل على قبره شآبيب الرضوان والمغفرة - فنعمت البلاد والعباد بالخير والبركة والرخاء. وبين في تصريح بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الذي تزامن مع موسم الحج وعيد الأضحى المبارك أنه بهذا التوحيد وهذه الوحدة أقامت المملكة أصلاً مكينًا من أصول الدين، وأقرت أعين الموحدين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين"، ويقول العلاّمة ابن القيم: "ولُزوم الجماعة مما يُطهِّر القلب من الغِل والغش. فَلْنَحْتَفْ وَلْنَلْتفْ حول الوشيجة الدينية، والآصرة الوطنية التي لا تُشَاد ولا تَسْبَكِرّ، ولا ترسو ولا تَسْتَقِرْ، إلا على أصول وِحْدتنا الإسلامية. وأشار إلى أنه وبكل الإعزاز والفخر والحمد لله والشكر نتذكر أنه في مثل هذا اليوم كان الانطلاق إلى توحيد البلاد الغالية وتوحيد القلوب المؤمنة وتوحيد الصفوف قوة وعزماَ. لقد عمل الملك المؤسس -رحمه الله- على توحيد الكلمة ورأب الصدع بين مختلف الأفراد والجماعات والقبائل. وقال إن ما ننعمٍ به اليوم من أمن وريف، ومجد مؤثل منيف، لهو من فضل الله تعالى أولاً ثم ما مَنَّ الله تعالى به على هذه البلاد من ولاة الأمر الذين ينهجون النهج الإسلامي القويم، من التآلف والوئام، والتعاضد والاعتصام، انطلاقاً من قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فساروا جميعاً على الدرب القويم لا يبغون عنه حِوَلاً، وهو درس للأجيال والناشئة أن يسيروا على نهج أسلافهم في التوحيد والوحدة مع استثمار وسائل العصر وتقاناته في تعزيزها و بعد عن المسالك واللوثاث المخالفة لمنهجهم العقدي وانتمائهم الفكري وولائهم الوطني. وأضاف الشيخ السديس: إن من آلاء الله - تعالى - ما أفاءه جل وعلا على بلادنا الغالية - بلاد الحرمين الشريفين من نعم لا تُعد ولا تحصى وإن من أولى النعم، وأعظم المنن أن جعلها سبحانه مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وقبلة المسلمين، منها أشرقت أنوار التوحيد والسنة وعمت الأرجاء، وأضاء سناها جميع البقاع والأنحاء كما مَنّ عليها - سبحانه - بولاة أمر أفذاذ أماجد نبلا أماثل كرماء تتابعوا في عقد وضاء ونجابة شماء منذ تأسيسها على يد الإمام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر الخصيب الباهر عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه- صاحب الهمة العالية، والنفس المتفانية، والقرارات العظيمة الحازمة والمشروعات العملاقة الجسيمة حيث على يديه تضاعف الخير والنماء والهناء فالدار عامر والأرض زاهرة والسبل باهرة والسحب ماطرة والأمن منتشر والخير مدرار.