اعلنت سويسرا أمس (الثلاثاء) بأنها سمحت بتسليم رئيس الاتحاد الكوستاريكي السابق ادواردو لي الذي اوقف في زيوريخ في مايو الماضي لدى وصوله للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية ل(الفيفا)، الى الولاياتالمتحدة. واعلن المكتب القضائي للقضاء السويسري في بيان رسمي له: "وجهت الى ادواردو لي تهمة الحصول على رشاوى من قبل شركة اميركية من اجل منح حقوق التسويق لتصفيات كأس العالم 2018". من جهة ثانية عوقب النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الترينيدادي جاك وورنر بالايقاف مدى الحياة عن الانشطة الكروية كافة بقرار من الغرفة القضائية في لجنة الاخلاقيات التابعة ل(الفيفا). بلاتر باع حقوق نقل مونديالي «2010 و2014» بسعر بخس وقالت لجنة الاخلاقيات في بيان انها وجدت وورنر: "مذنبا بمخالفات سوء سلوك عديدة ارتبكها بشكل متواصل ومتكرر خلال فترة استلامه مناصب رفيعة مختلفة في مواقع مؤثرة ضمن فيفا واتحاد الكونكاكاف". ويشمل ايقاف الترينيدادي (72 عاما) جميع الانشطة الكروية على الصعيدين المحلي والدولي بمفعول بدأ اعتباراً من 25 سبتمبر الحالي. واضاف البيان: "في مناصبه كمسؤول كروي، كان لاعبا رئيسيا في خطط تنطوي على عرض وقبول واستلام دفعات غير معلنة وغير مشروعة، فضلًا عن اعمال احتيال اخرى". ويواجه وورنر حالياً خطر تسليمه الى الولاياتالمتحدة التي وجهت اليه 12 تهمة تتعلق بالاحتيال والابتزاز وتبييض الاموال وذات صلة في فضائح الفساد التي يتخبط بها فيفا حاليا. وحدد القضاء الترينيدادي الثاني من ديسمبر المقبل موعداً لجلسة الاستماع في قضية تسليم وورنر الى الولاياتالمتحدة. وكان وورنر من بين الشخصيات ال14 المتهمين من قبل القضاء الاميركي في 27 مايو بتلقي رشاوى بقيمة 150 مليون دولار اميركي منذ تسعينات القرن الماضي في اطار مناصبهم المختلفة في كرة القدم. إدواردو لي.. لم يسلم من فضائح الفساد وبحسب اتهامات المحققين الاميركيين، فان وورنر تلقى جزءاً كبيراً من مبلغ عشرة ملايين دولار اميركي تلقاه الاتحاد الكاريبي من جنوب افريقيا مقابل حصول الاخيرة على ثلاث اصوات للفوز بتنظيم كأس العالم 2010. ورفض وورنر الذي كان نائباً سابقاً في برلمان بلاده، دوما الاتهامات متحدثا عن مؤامرة لمساعدة خصومه السياسيين المحليين في ترينيداد وتوباغو. وزعمت شبكة "اس ار اف" السويسرية بان رئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر المستقيل من منصبه باع حقوق نقل مونديالي 2010 و2014 لوورنر بسعر بخس وقال: "بلاتر وقع على منح وورنر حقوق نقل مونديالي جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014 مقابل 600 ألف دولار أي بنسبة 5% من قيمتها الاصلية. واشارت الى ان وورنر كان لدى توقيع الصفقة التي تمت عام 2005 احد ابرز زعماء فيفا بالاضافة الى شغله منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي). واعتبر نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ورئيس اتحاد الكونكاكاف سابقا الترينيدادي جاك وورنر ان قرار ايقافه مدى الحياة يهدف لتحويل الانتباه عن فضائح الفيفا. وقال وورنر في بيان نشر على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك «تركت الفيفا في ابريل 2011، واذا اراد الفيفا في سبتمبر 2015 (بعد 4 سنوات و5 اشهر) ان يوقفني مدى الحياة من دون حتى الاستماع لي فليكن». وتابع «لا اعتقد ان هذا سيؤدي الى الهاء الفيفا عن مشاكله الحالية كما يأمل الاتحاد الدولي». ونشرت الشبكة السويسرية عقداً موقعاً من بلاتر باع فيه حقوق نقل كأس العالم 2010 مقابل 250 ألف دولار، وحقوق نقل مونديال 2014 مقابل 350 ألف دولار. وبحسب جيمي فولر الخبير في مكافحة اعمال الرشوى في (الفيفا) فان هذا المبلغ يمثل 5% من القيمة الحقيقية للعقدين. ويواجه فيفا اسوأ ازمة في تاريخه وكان آخر فصولها قرار القضاء السويسري فتح اجراء جزائي بحق بلاتر والاستماع الى رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني في قضية تحويل مبلغ مليوني فرنك سويسري الى الاخير لقاء اعمال قام بها لمصلحة (الفيفا) بين يناير عام 1999 ويونيو 2002. بلاتيني.. الاتهامات تحاصره وقد اكد بلاتر عبر محاميه انه باق في منصبه كرئيس ل(الفيفا) ولن يتركه قبل انتخابات فبراير المقبل على الرغم من الاجراء القضائي بحقه. وقال محامي بلاتر، ريتشارد كولن، في بيان: "توجه الرئيس بلاتر الى العاملين في فيفا وقال لهم بانه يتعاون مع السلطات، مؤكداً مرة اخرى بانه لم يقم بأي شيء غير لائق وغير قانوني كما اكد بأنه باق كرئيس لفيفا". ومنذ 27 مايو الماضي تاريخ توقيف شخصيات رفيعة المستوى في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي بقرارات من القضاء الاميركي وعشية انتخاب بلاتر رئيساً لولاية خامسة، يعيش الاتحاد الدولي سلسلة من الفضائح المدوية المتتالية التي لم يشهد مثيلا لها في تاريخه. من جهة ثانية اكد رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني بأنه لايزال مصمما على المضي بترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي للعبة وأن نزاهته فوق كل اعتبار. وتم الاستماع الى بلاتيني بصفة شاهد من قبل القضاء السويسري يوم الجمعة الماضي في ما يتعلق بتلقيه مبلغ مليوني فرنك سويسري من قبل الفيفا عام 2011. وكرر بلاتيني أمس (الثلاثاء) ما قاله في بيان رسمي أن: «هذا المبلغ ليس سوى مكافأة لقاء اعمال قام بها لمصلحة فيفا وقد سدد له بعدما تقدم بطلب الى فيفا من اجل القيام بذلك على حد قوله».