«يوم مرّ يوم حلو»... هذا ما ينطبق على كرة القدم في منطقة الكاريبي، التي تعيش إرتدادات كثيرة من «زلزال» الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الذي يهدد بإطاحة رؤوس كثيرة، و «سقوط عمودي» ل «رموز» و «حيتان»، بعدما بدأت الإتهامات تضيّق الخناق على الرئيس المستقيل السويسري جوزف بلاتر، ورئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني المرشّح الأبرز لخلافته. أمس، قررت الغرفة القضائية في لجنة الأخلاقيات التابعة ل «فيفا» إيقاف النائب السابق للرئيس الترينيدادي جاك وورنر مدى الحياة عن النشاطات الكروية (بمفعول بدأ في 25 الجاري)، بعدما وجدته «مذنباً بمخالفات سوء سلوك ارتكبها فترة استلامه مناصب رفيعة في مواقع مؤثرة ضمن فيفا واتحاد الكونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)». وجاء في بيان اللجنة: «كان وورنر لاعباً رئيساً في خطط تنطوي على عرض وقبول واستلام دفعات غير معلنة وغير مشروعة، فضلاً عن أعمال احتيال أخرى». ويواجه وورنر (72 سنة) خطر تسليمه إلى الولاياتالمتحدة التي وجهت اليه 12 تهمة تتعلق بالاحتيال والابتزاز وتبييض الأموال وذات صلة في فضائح الفساد التي يتخبّط بها الاتحاد الدولي حالياً. وحدد القضاء الترينيدادي يوم 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل موعداً لجلسة الاستماع في قضية تسليمه. (راجع ص 19) وكان وورنر (النائب السابق في برلمان بلاده) من بين مجموعة ال14 التي اتهمها القضاء الأميركي في 27 أيار (مايو) الماضي بتلقّي رُشى بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينات القرن ال20 في إطار مناصبهم المختلفة في كرة القدم، علماً أنه رفض دائماً الاتهامات متحدّثاً عن مؤامرة لمساعدة خصومه السياسيين المحليين. كما أعلنت سويسرا أمس أنها سمحت بتسليم رئيس الاتحاد الكوستاريكي السابق إدواردو لي الذي أوقف في زوريخ في أيار الماضي، لدى وصوله للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية للفيفا، إلى الولاياتالمتحدة. ووجّه القضاء السويسري إلى إدواردو لي تهمة حصوله على «رُشى من شركة أميركية من أجل منح حقوق التسويق لتصفيات كأس العالم 2018». وعلى نقيض هذه التطورات، أطلق النجم الترينيدادي السابق ديفيد ناكيد رسمياً من بيروت حملة ترشّحه لرئاسة «فيفا»، داعياً «إلى التطبيق الصحيح لمبدأ الشفافية والتغيير والتطوير»، معلناً أنه مرشّح منطقة الكونكاكاف كونه ينتمي أصلاً إليها، ولو أنه أقام في لبنان أكثر من 20 سنة، كاشفاً حصوله على تأييد واسع من بلدان الكاريبي. وأشار ناكيد إلى أنه «لا بدّ من سدّ هذا الفراغ بشخص ملم باللعبة الشعبية الأولى في العالم وأحوالها وحاجاتها، ليعيدها إلى المسار الصحيح عبر التغيير الذي ينبغي أن يطاول الأنظمة والروحية والقوانين وليس الأشخاص». ورأى قائد منتخب ترينيداد وتوباغو في التسعينات أن قيادة «فيفا» يجب أن تتم بالشورى بين مكوناته، منتقداً تضمّن البرامج الانتخابية لمنافسيه أموراً تتعلّق بالرعاة والتمويل والجمهور على حساب فنيات اللعبة وتقنياتها «التي تشكّل الجاذب الأول للاستثمار فيها»، آملاً بأن تقترع الاتحادات الوطنية وفقاً لبرامج المرشحين وليس بطريقة شمولية. وانتقد منافسه الأردني الأمير علي بن الحسين من دون أي يسمّيه قائلاً: «يتسلّم مقاليد اللعبة شخص يتمتّع بسلطة مطلقة بفعل الدعم السياسي ويبقى في رئاسة اتحاد بلاده مدة 16 سنة من دون أي محاسبة أو مساءلة، فهل يمكنه أن يتحكّم بقرار اللعبة وينادي بالشفافية هذا أمر غير مقبول». وزاد من تخبّط «فيفا» الأسبوع الماضي لا سيما بعد إقالة أمينه العام الفرنسي جيروم فالكه بسبب شبهات طاولته، قرار القضاء السويسري فتح إجراء جزائي بحق بلاتر «للإشتباه بإدارته غير الشرعية واستطراداً سوء الإئتمان»، والاستماع إلى بلاتيني في قضية تحويل مبلغ مليوني فرنك سويسري إليه «لقاء أعمال قام بها لمصلحة فيفا بين كانون الثاني (يناير) عام 1999 وحزيران (يونيو) 2002». ووصف بلاتر عبر محاميه ريتشارد كوبن، ما تقاضاه حليفه السابق ب «تعويض شرعي»، مؤكّداً أنه لم يقم بأي شيء غير لائق ولن يترك منصبه قبل الانتخابات المقررة في 26 شباط (فبراير) المقبل رغم الإجراء القضائي بحقه. اللافت أنه في حال دانت الغرفة القضائية بلاتر لاحقاً، سيتعيّن عليه ترك منصبه فوراً، وبالتالي سيؤول موقتاً إلى نائبه الكاميروني عيسى حياتو (69 سنة) رئيس الاتحاد الأفريقي «غير النظيف الكف» والذي سبق واستفاد من «عطاءات غير المباشرة»، و «اعترف» ب «ارتكابات»، وقال أنه موّل من بعضها احتفالات الاتحاد الأفريقي عام 1995 بعيده ال40.