اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة نشرتها امس الاربعاء الفايننشال تايمز، ان الاردن والولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية ليست مسؤولة عن الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وقال العاهل الاردني ان «المشكلة ليست الاردن او الولاياتالمتحدة او السعودية ... ثمة مشكلة في فهم الاسلام». وردا على سؤال عن مصير المشبوهة العراقية التي اعتقلت يوم الاحد، قال العاهل الاردني «انها تكشف للمحققين الان عن خيوط». واضاف «نريد ان نتأكد من القبض على جميع عناصر الشبكة». وكان التلفزيون الاردني بث مساء الاحد صور ساجدة عتروس التي كانت تحمل حزاما ناسفا تحت معطفها. ولم تتمكن هذه العراقية، كما جاء في اعترافاتها، من تفجير الحزام الناسف الذي كانت ترتديه. عتروس على «التلفزيون» مجدداً ويترقب الأردنيون مجدداً عتروس للظهور مجددا على شاشة التلفزيون مرة ثانية للادلاء بمزيد من الاعترافات، ووفق مصادر أمنية فإن عتروس ستظهر في غضون ايام لتدلي بتفاصيل جديدة حول العمل الإرهابي خصوصا وأن السلطات لم تكتمل تفاصيل الجريمة كاملة في ظل وجود تكهنات بأن خلية دعم عراقية قد تكون ساعدت الانتحاريين الثلاثة بإعداد الأحزمة الناسفة داخل البلاد أو إحضارها من العراق قبل تنفيذ التفجيرات. وقالت مصادر مطلعة على سير التحقيق مع الإرهابية ساجدة عتروس التي القت الأجهزة الأمنية القبض عليها مساء السبت الماضي، إن عتروس لا تبدي المطلوب من التعاون في التحقيق، وأبلغت المحققين أكثر من مرة انها غير نادمة على ما كانت تنوي فعله أو ما فعله زوجها علي حسين علي الشمري، الذي نفذ التفجير الإرهابي في فندق راديسون. وكان مصدر امني قد ذكر قبل يومين ان عتروس لم تدل بكل ما لديها من معلومات ومازالت تعيش تحت تأثير الصدمة ومع ذلك غدت «عتروس» نجمة الشر الاجتماعية وباتت مدار حديث الشارع الأردني. واكدت مصادر أمنية اردنية انه سيجري تحويل عتروس الى مدعي عام امن الدولة لاستكمال التحقيق معها. اما الخطوات التي تتبع ذلك فهي احالة القضية برمتها الى النائب العام لدى محكمة أمن الدولة، مدير القضاء العسكري الأردني، الذي يقوم بدوره بإصدار قرار اتهام ثم احالة المتهمة الى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص لاجراء المحاكمة العلنية. وكشفت المصادر الأمنية ايضاً عن أن المتهمة ساجدة وبعد هروبها من فندق الراديسون ساس في اعقاب فشلها بتنفيذ المهمة الموكلة إليها، وهي تفجير نفسها بواسطة الحزام الناسف الذي لفه زوجها حول خصرها، هامت على وجهها وهي في حالة ضياع وذهول، وربما مرت بمنطقة جبل الحسين، قبل أن تفكر بالعودة الى الشقة التي استأجرها زوجها وشريكيه في منطقة تلاع العلي. واشارت هذه المصادر الى ان تبليغ صاحب الشقة المؤجرة وحارس العمارة للسلطات الأمنية الأردنية في أعقاب شكهما بأمر هؤلاء وبعد حدوث التفجيرات، أعان الجهات الأمنية في الكشف عن خيوط الجريمة، الى جانب صورتها التي ظهرت في أشرطة تصوير حفلة العرس. وأضافت المصادر الأمنية أن الإرهابية ساجدة شاهدت زوجها وهو يسحب الحزام الناسف، وأنها هربت قبل عملية الانفجار ولذلك لم تصب بأذى، وبالتأكيد فإن استمرار عملية التحقيق الجارية معها حاليا، ستكشف الكثير من الحقائق في الأيام القليلة القادمة، إذ ستدلي المتهمة باعترافات أوسع مما قالته في الشريط التلفزيوني الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الأحد الماضي، والذي اتسم بالاقتضاب، أعقبه تعليق الجهات الأمنية من أن المتهمة لا تزال تحت هول الصدمة. تعليمات أمنية طلبت السلطات الأردنية من جميع الفنادق والنزل والشقق المفروشة التقيد بأحكام قانون الإقامة وشؤون الأجانب حفاظاً على سلامتهم. ويأتي هذا الطلب من السلطات بعد أيام من وقع التفجيرات الإرهابية في عمان الأربعاء الماضي فقد كانت السلطات غالباً لا تتشدد في تطبيق هذه التعليمات قبل التفجيرات. وطلبت وزارة الداخلية من جميع مديري الفنادق أو النزل أو الشقق ا لمفروشة وغير المفروشة أو المحلات التجارية الذين يقومون بتأجير أو إيواء أي أجنبي أن يبلغ مديرية ا لشرطة أو أحد فروعها أو مركز الشرطة الواقع في منطقة محل سكن الأجنبي عن اسم الأجنبي وعنوانه وجنسيته ورقم الجواز الذي يحمله وسبب الاستئجار ومدة الاقامة وذلك خلال ثمان وأربعين ساعة من وقت حلوله تحت طائلة المسائلة الجزائية. من ناحية اخرى أعادت محكمة أمن الدولة في عمّان أمس للمرة الثالثة محاكمة عشرة متهمين في قضية الانتساب الى تنظيم القاعدة ومن بينهم خضر ابو هوشر واسامة سمار المحكوم عليهما بالإعدام اثر نقض محكمة التمييز الأحكام السابقة لعدم أخذ قضاة أمن الدولة بقانون العفو العام لسنة 1999 الذي يطال المتهمين. وتنظر محكمة أمن الدولة في هذه القضية منذ عام 1995، اصدرت أحكامها بحق المتهمين تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد، بعد إسقاط المحكمة تهمة الانتساب لجمعية غير مشروعة للمتهمين (تنظيم القاعدة)، الا أنها ادانتهم بتخطيط للقيام في عمليات إرهابية بمناسبة احتفالات الأردن بالألفية. استطلاع: الأردنيون يدينون القاعدة على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة اردنية امس الاربعاء ان غالبية كبيرة من الاردنيين تعتبر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي جماعة ارهابية. واعتبرت نسبة 87,1٪ من المشاركين في الاستطلاع الذي اجراه مركز «ايبسوس ستات» لصالح صحيفة «الغد» المستقلة ان القاعدة التي تبنت الاعتداءات الدامية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان الاربعاء الماضي موقعة 58 قتيلا هي «تنظيم ارهابي». وقال ما نسبته 7,1٪ انهم لا يعتقدون ان القاعدة تنظيم ارهابي وتراوحت اجوبة الباقين بين لا اعرف (4,6٪) او لا جواب (0,9٪). واكدت نسبة 64٪ من الذين شملهم الاستطلاع الذي جرى يومي 13 و 14 الشهر الحالي ان نظرتهم تغيرت «بشكل سلبي» الى التنظيم في حين اجاب 2,1٪ ان نظرتهم تغيرت «بشكل ايجابي». كما قال 78,2٪ من عينة شملت 1014 مواطنا في جميع انحاء المملكة الهاشمية ان نظرتهم الشخصية باتت «سلبية جدا» تجاه التنظيم في حين قال 3,9٪ ان نظرتهم «ايجابية الى حد ما» و1,5٪ اكدوا ان نظرتهم «ايجابية جدا». يشار الى ان مؤسسة «بيو» الاميركية نشرت قبل حوالى شهرين نتائج استطلاع اجرته في الاردن اكد ان ما نسبته 60٪ من الذين شملهم يؤيدون تنظيم القاعدة.