يثير انتشار انفلونزا الطيور وتزايد حالات الوفاة بين البشر في آسيا حالة من القلق، فهناك 15 نوعاً من انفلونزا الطيور، أكثرها فتكاً بالطيور هما اتش 5 وايتش 7، والنوع الذي يثير القلق حالياً هو اتش 5 ان 1، وهو نوع له فصائل مختلفة عثر عليها في البلدان المختلفة التي وصلها الفيروس. وتعتبر الطيور المهاجرة وخاصة البط الناقل الطبيعي لفيروس انفلونزا الطيور ولكنها لا تصاب بالعدوى. الطيور الداجنة هي المعرضة للاصابة بعدوى انفلونزا الطيور، ولهذا فإن العثور على الفيروس في تركيا ورومانيا يسبب قلقاً شديداً. عثر على بعض حالات الاصابة بفصيلة اتش 7 واتش 5 بين الطيور في باكستان، ولكن لم تسجل حالات اصابة بشرية. وبعد العثور على حالات اصابة في تركيا ورومانيا هناك خشي من وصول الفيروس إلى اجزاء اخرى من العالم، حيث ان المرض ينتقل عن طريق الطيور المهاجرة، وبالتالي فلا وسيلة لمنعه من عبور الحدود. هذا لا يعني بالضرورة انتشاره بين الطيور الداجنة. يقول الخبراء ان الرقابة على الطيور الداجنة ومنع اختلاطها بالطيور البرية كفيل بمنع انتقال فيروس انفلونزا الطيور اليها. من جانب آخر يقول علماء انهم توصلوا إلى طريقة سريعة لتصنيع مصل انفلونزا الطيور إذا تفشى المرض بين البشر. ويخشى الخبراء من تحول فيروس H5N1 القاتل للبشر، بشكل يمكنه من الانتشار بسرعة وقتل أكثر من 50 مليون شخص. وقالوا ان الأمر قد يتطلب 6 أشهر لتطوير وتصنيع المصل، ولكن يمكن اختصار هذه المدة من خلال تعديل الحمض النووي دي ان ايه للفيروس. وقال العلماء ان الطريقة الجديدة القائمة على التعديل الوراثي العكسي، تمكن الشركات من انتاج المصل بكميات كبيرة. من جانبها حذرت منظمتان تابعتان للامم المتحدة من ان انفلونزا الطيور ستظل تهديدا لحياة الحيوانات والبشر في المستقبل القريب. وفي تلك الاثناء اعلن مسؤولو الصحة في تايلاند ما قد يكون أول حالة معروفة لانتقال هذا النوع من الانفلونزا من إنسان لآخر. وقالت منظمة صحة الحيوان ومنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) في بيان مشترك ان انفلونزا الطيور «أزمة لها أهمية عالمية». وأكدت المنظمتان ان الفيروس المسبب للمرض مستمر في الانتشار في شرق آسيا وحثتا الحكومات على اتخاذ المزيد من الاجراءات. وقتل 20 شخصاً في فيتنام هذا العام وتسعة في تايلاند بسبب الاصابة بسلالة اتش.5.ان.1 من فيروس انفلونزا الطيور فيما تم التخلص من ملايين من الطيور أو تحصينها من المرض. وحذرت المنظمتان من ان القضاء على انفلونزا الطيور مازال امراً بعيد المنال. ويعد ظهور المرض مؤخراً في الصين وفيتنام وكمبوديا وماليزيا وتايلاند تأكيد على أن الفيروس مستمر في الانتشار بالمنطقة وقالت المنظمتان انه «من المحتمل الا يتم القضاء عليه في المستقبل القريب». وقال البيان المشترك «مازال التهديد الدائم لصحة البشر والحيوانات موجوداً». واصدرت المنظمتان ارشادات تؤكد على أهمية المراقبة والاكتشاف المبكر للمرض واتهمتا الحكومات الآسيوية بعدم بذل جهود كافية لمكافحته. واكدت المنظمتان ان التخلص من الحيوانات المصابة هو أفضل وسيلة لمعالجة المشكلة لكنهما اضافتا ان التحصين ضد انفلونزا الطيور يمكن ان يكون اجراء تكميلياً.