تعلمنا منذّ الصغر أن من جَدَّ وجَدْ ومن زَرعَ حَصد وأنه لكل مجتهد نصيب. الحصاد الذي أعنيه هنا هو الناتج الطبيعي لما تقدمه الدولة -رعاها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده لضيوف الرحمن من خدمات وتسهيلات، منذّ قدوم هؤلاء الضيوف لمنافذ البلاد الدولية، ومن ثم وصولهم إلى المشاعر المقدسة بيسر وسهولة، إلى حين مغادرتهم وعودتهم إلى بلادهم في أمن واطمئنان، وقد غنموا بحج مبرور وسعي مشكور، وهم يحملون أغلى الانطباعات وأجمل الذكريات عن بلاد الحرمين وأهلها، وهم خير سفراء العالم في رسم صورة حقيقة عن الجهود التي قدمتها حكومة المملكة لكل الزائرين من حجاج ومعتمرين ووافدين بغرض الزيارة أو العمل. إنها أولويات في التفكير السعودي بأن خدمة ضيوف البلاد وضيوف الرحمن شرف وافتخار لكل مواطن تتاح له فرصة خدمتهم، فقد أولت المملكة عناية كاملة في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأصبح القاصدون لهذه الشعيرة ينعمون بأمن لا مثيل له، في بقعة محدودة وزمن محدود، وأصبح التنقل بين المشاعر في غاية السهولة واليسر، مشروعات عملاقة لم يسبق لها مثيل منذ العصور السابقة، بل وإنها لحضارة توثق في كتب وأسفار المؤرخين والمنصفين. الجميع في بلادنا يدرك ما تبذله الدولة في خدمة الحجاج، وما تقدمه من مشروعات متعددة ومتنوعة، تشمل الطرقات والمساكن والإيواء والغذاء، وتوفير كل ما يعين ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم براحة واطمئنان، وليس هناك من مقابل أو مطلب، سوى أن يتفرغّ ضيوف الرحمن لهذه الشعائر، من غير رفث أو فسوق أو جدال، والتعاون على البر والتقوى هو من أهم تلك المقاصد الشرعية، وأن مخالفتهم يعني الوقوع في المحظور والخطأ والرفث، فالحج بلا تصريح، أو المراوغة في الدخول عبر طرق غير شرعية، فيه إفساد للقبول، ومن يقوم أو يساعد أو يعين أحداً من المخالفين فإنما يعينه على ارتكاب المحظورات والوقوع في المآثم. الدعوة صادقة من قادتنا وولاة أمرنا -يحفظهم الله- في أن يتم ضيوف الرحمن حجهم ونسكهم، وأن يظفروا بحج مبرور وسعي مشكور، ونحن في قطاع الجوازات نتشرف باستقبال ضيوف الرحمن عبر منافذنا الدولية المتعددة (براً وبحراً وجواً)، وسيعكس أبناؤنا صورة حضارية ووجهاً مشرقاً لبلاد الحرمين وأهلها وقادتها، حيث أنهم أول من يستضيف القادمين من الخارج وهم آخر من يودعهم، إنها رسالتنا في الجوازات، نستقبل ضيوف البلاد بالترحاب والتقدير، ونودعهم بابتسامة ترسم على وجوه الضيوف، وستظل بوابات وطننا الدولية ومنافذها واقعاً حضارياً يعكس قيمة الوطن وآهله، حفظ الباري وطننا من كل سوء ومكروه، وتقبل الله من ضيوفه مناسكهم وشعائرهم. *مدير عام الجوازات