إن الكشف المبكر لهذا المرض يساعد في شيئين أساسيين: أولهما أن مرحلة المرض لها علاقة مباشرة بنسبة الشفاء فكلما كان حجم الورم صغيراً كلما قلت احتمالية انتقال هذه الخلايا إلى الأعضاء الأخرى وبالتالي ازدياد نسبة نجاح العلاجات المتوفرة للقضاء على المرض بإذن الله. وثانيهما تقليل نسبة العمليات الضرورية لاستئصال الثدي فمن المعروف أن حجم المرض له علاقة مباشرة بنوع العملية فالأورام الكبيرة والتي يزيد حجمها عن 5 سم عادة ما تحتاج إلى استئصال كامل للثدي، أما إذا كان الورم أصغر فيتم استئصال الورم فقط، كما يمكن إعطاء العلاج الكيميائي لتقليص الورم قبل الجراحة حتى يتسنى إزالة الورم فقط لكن مثل هذا الإجراء لا يضمن استئصال الورم في كل الحالات إلا أنه يقلل من نسبة استئصال الثدي بحوالي 30%. والأساليب المتبعة للتشخيص المبكر لسرطان الثدي: الفحص الذاتي: حيث تقوم المرأة بفحص ثدييها مرة في الشهر في وقت محدد من كل شهر، ويُستحسن أن يكون ذلك بعد الانتهاء من الدورة الشهرية ب 3 - 5 أيام تقريباً لمن هم في سن الإنجاب، ويُنصح بعمل الفحص الذاتي بداية من سن العشرين، والهدف هو تعريف المرأة على طبيعة نسيج ثدييها بحيث يمكنها ملاحظة أي تغيير يحصل في النسيج مما يساعد في الكشف المبكر. فحص الثدي لدى الطبيب/الطبيبة: حيث يقوم الطبيب/الطبيبة بفحص الثدي ويُنصح بعمله مرة واحدة كل 3 سنوات من سن 20 - 40 سنة وسنوياً بعد سن الأربعين، ومن الجدير بالذكر أن هذين الأسلوبين في الكشف لم يثبت أنهما يقللان من نسبة الوفيات من سرطان الثدي. الماموجرام: هو فحص بالأشعة السينية للثدي بجهاز خاص وذلك بوضع الثدي وضغطه بين لوحين معدنيين حتى يمكن تصوير أكبر قدر ممكن من الثدي، وقد يسبب هذا الفحص بعض الألم البسيط عند الضغط فقط، الجدير بالذكر أن 80% من حالات سرطان الثدي في الغرب تُكتشف بهذه الطريقة أي قبل أن تشعر المرأة بالورم، فتسبق اكتشاف الورم الملموس من سنة إلى أربع سنوات تقريباً، ويُنصح بعمل الماموجرام سنوياً بعد سن الأربعين، وبخلاف الطريقتين السابقتين فقد ثبت علمياً أن الكشف المبكر لسرطان الثدي عن طريق الماموجرام يقلل من نسبة الوفيات من سرطان الثدي بواقع 27% وقد اُعتمد هذا الفحص في أغلب الدول الغربية كفحص أساسي للكشف المبكر لهذا المرض. الفحص بالأشعة فوق صوتية (Breast Ultra Sound): وهو فحص بجهاز الأشعة فوق الصوتية وهو نفس جهاز فحص الحمل. وللتشخيص هناك الأشعة التشخيصية ومنها: الماموجرام (Mammogram): ويُستخدم للتشخيص المبكر، ويُستخدم أيضاً لتحديد حجم الورم ومكانه. الأشعة فوق الصوتية (Ultrasound): وكثيراً ما تكون مكملة للماموجرام وتناسب النساء الأصغر سناً؛ لأن كثافة الثدي لديهن تكون عالية مما يؤثر سلباً على دقة الماموجرام في اكتشاف المرض. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): ولا يغني هذا الفحص عن الماموجرام أو الأشعة الصوتية لكنه قد يناسب حالات معينة. وللتشخيص أيضاً هناك العينة الجراحية (Biopsy):وهي إما تُؤخذ عن طريق إبرة خاصة أو بإزالة جزء من الورم أو بإزالة الورم بكامله، وهذه العينة يتم فحصها تحت المجهر بواسطة طبيب مختص وهي الطريقة الوحيدة للتأكد من التشخيص وتحديد نوع الورم، وبعد تحديد النوع تعمل صبغات خاصة على العينة مثل صبغة مستقبلات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون (ER/PR) أو صبغة بروتينات معينة تُدعى هيرتونيو (Her2neu) فإما أن تكون هذه إيجابية أو سلبية وتساعد هذه الفحوصات على تحديد نوع العلاج الذي سيُستخدم للحالة وخاصة استخدام العلاج الموجّه. قسم التثقيف الصحي