على ضفاف صحراء النفود الكبرى وتحديداً شمالي مدينة جبة (130 كلم إلى الشمال من مدينة حائل)، يقيم المواطن السبعيني حمدان الشمري، الذي عانق ظروفه القاسية بين مرض وفقر بابتسامة الرضا التي ارتسمت واضحة على محياه، وإيمان ملأ قلبه يقيناً ان بعد العسر يسرا، وان ما أصابه من فاقة ومرض ما هو إلاّ امتحان الخالق عز وجل لعباده الصابرين امتحان قد أخذ على نفسه عهداً إلاّ ان ينجح في تجاوزه بالصمود والأمل رغم الألم. حمدان الذي يعيش في مزرعته، حيث منزله الذي لا يملك أبسط مقومات المسكن يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد ذكور واناث، بمرتب تقاعدي لا يتجاوز «1500» ريال لا تكاد تكفي بمستلزمات الحياة اليومية، فضلاً على ان تفي بمتطلبات علاجه من مرض الفشل الكلوي وأمراض السكري والضغط التي أخذت من صحته وقوته كل مأخذ، والتي شكلت عباءً إضافياً يضاف إلى نكبات هذه الأسرة المتعففة والتي عضها الدهر بنابه. «الرياض» زارت حمدان في منزله بجبة لترصد معاناته عن كثب، حيث أكد الشيخ عيد الرميح وهو أحد الدعاة في جبة بأن حالة حمدان تستحق بالفعل التدخل السريع من قبل المسؤولين رأفة بحال هذا المسن وأسرته والذين لم يمدوا أيديهم لسؤال الناس قط، مشيراً إلى ان أهالي جبة جميعاً متعاطفون إلى أبعد مدى مع وضع الأسرة وقد أجمعوا على اختيار «الرياض» تحديداً لنقل هذه الرسالة الإنسانية النبيلة كونها الصوت المسموع الذي يعولون عليه كثيراً. وتخص الرميح قضية حمدان بالقول أنه يعاني منذ سنوات من الفشل الكلوي وقد وجه الأطباء في مستشفى مدينة حائل بضرورة مراجعته للمستشفى ثلاثة أيام في الأسبوع لإجراء الغسيل الكلوي كما أضاف عبئاً جديداً على كاهله وكاهل أسرته التي أثقلتها تكاليف الحياة وأعيت ابنه الأكبر الذي تخرج في الثانوية العامة ولم يستطع اكمال تعليمه بسبب حبه الشديد وتعلقه بوالده، ولكي يقوم بايصاله إلى المستشفى وفق المواعيد المحددة ليقطع مسافة تزيد على 800 كيلو متر أسبوعياً بواسطة سيارة العائلة الوحيدة والتي باتت مشاهد وقوفها متعطلة في منتصف الطريق أمراً مألوفاً لدى أهالي جبة جميعاً. وأضاف الشيخ عيد ان الوالد قد اضطر تحت وطأة العوز ونفقات الوقود التي التهمت أكثر من نصف الراتب واعطال السيارة المتكررة التي لا تنقطع إلى تقليص عدد مرات المراجعة إلى مرتين في الأسبوع مما أدى إلى تدهور واضح في صحته واعتلالات بدت جلية على وزنه حتى فقد القدرة على الوقوف أو المشي يضاف إلى ذلك ما أصابه من هم وحزن على حالة أسرته ومستقبلها بعد رحيله - لا سمح الله - من جهته ناشد سالم حمدان الشمري «الابن الأكبر» المسؤولين التدخل لعلاج والده مبيناً ان والده قد خدم في جهاز وزارة الصحة سنين طوالاً ويجدر بالمسؤولين التدخل لعلاج حالة زميلهم الذي خدم في مجال عمله بكل اخلاص وتفان، متطلعاً ان يجد نداؤه عبر «الرياض» الاستجابة الفورية من لدن ولاة الأمر - يحفظهم الله - للتدخل في وضع حد للمعاناة التي تعيشها الأسرة ومعيلها الوحيد صباح مساء. وفي رده على سؤال ل «الرياض» حول مطالب حمدان الأب قال: هو مطلب واحد ان تقبلوا ضيافتنا لكم هذه الليلة هذه أمنيتي هذه اللحظة، ولكن وكما يقال واقع الحال يغني عن السؤال حيث رصدت كاميرا «الرياض» ما آلت إليه حال هذا الرجل من تدهور واضح في صحته وحالته المعيشية من فقر مدقع وتدهور كبير في حالة المسكن الذي يقطن فيه إذ تظهر التصدعات الخطيرة بين أركانه ومشاهد آثار تسرب مياه الأمطار من السقف قد تركت بصماتها الواضحة على الجدران فضلاً عن حال المزرعة - إن صح التعبير - التي غمرتها الكثبان الرملية من كل جانب ولم يتم زرعها أو الاستفادة منها منذ سنوات عدا عن بعض نخلات «غرائس» ينتظر ان تؤتي أكلها بعد عشر سنين على أقل تقدير. ولم يكن من المفاجئ ان نرى حظيرة الأغنام قد خلت من الماشية منذ سنوات وآنية السقاية قد علاها الصدأ والتراب. أخيراً، فقد وجه الأهالي نداءً عاجلاً لأصحاب المبادرات الخيرة عبر «الرياض» لمن هم عماد هذه الأمة ومصدر فخرها من أبناء هذا الوطن الذي كان وسيبقى رمزاً مضيئاً للتكافل والتراحم والتعاطف والبر في السراء والضراء. فهل من مستجيب؟!! للاستفسار جوال الزميل أحمد القطب «مكتب حائل» (0504880016).