فاجأ الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير جريدة الرياض الجميع في زاويته (لقاء)ليوم الأحد الموافق 20/9/1426ه تحت عنوان (لماذا تحول العبث عندنا إلى حقائق عندهم) بمقال جميل يكتب بماء الذهب كعادته الدائمة في الدفاع عن حياض هذا الوطن وتماسكه وتلاحمه الذي مع الأسف صرنا نتلقى سهاماً من أبنائنا أكثر من أعدائنا. إن ما انطوى عليه المقال من شجب لما اقدمت عليه إحدى الصحف المحلية من نقل عبث أحد مواقع الإنترنت الى صفحاتها ما هو إلا تكريس لنهج يحاربه الإسلام قبل أن يحاربه ابناء هذا الوطن فالإسلام دين الوسطية الذي بعث به هادي البشرية جمعاء. إن الدولة رعاها الله دائماً ما تدحض وتجلي ما لحق بالإسلام وهذا البلد من إيذاء بعد هجمات 11 سبتمبر حتى يخرج كل يوم من يضع في ايدي الأعداء قرائن تدين الإسلام وابناءه، وما يزيد الطين بلة كما تقول أمثالنا الشعبية أن هذه القرائن والشواهد ليست حقيقية بل هي توهمات وترهات أناس وجدوا في العبث ملأً لفراغهم فلا هم ساعدوا أنفسهم أو ساعدوا مجتمعاتهم، فإذا كان المجتمع يتحمل ما يحصل في مواقع الإنترنت من سموم وترهات على أن مصادرها مشبوهة ومعديها غير معروفين فإن العبث الكامل على صحيفة تمثل صوتاً من أصوات هذا البلد الطاهر الطيب قبلة المسلمين ومهوى افئدتهم صاحب العقيدة الصافية الطاهرة كما نزلت على من بعث رحمة للعالمين الذي الاعتدال نهجه والحكمة ديدنه ولا ينطق عن الهوى.. فكيف إذاً نعاتب الآخرين وعلتنا (باطنية) كما في أقوال أسلافنا الميامين. إن القلم والكلمة مسؤولية لا يتحملها إلا كل قوي أمين يعلم أن هناك جهات تترصد لكل ما يقال أو يفعل في هذا البلد لتكريس الافتراء على أن هذا البلد وأهله موطن غلو وتطرف وجفاء وهذه والله شهادة منافية للحقائق والوقائع التي يلمسها الجميع حيث هذا الوطن وأهله يحبون الخير والسلام والوئام للآخرين كما يحبونه لأنفسهم وإذا كانت هناك شطحات وشواذ منهم فقد أصابت هذا الوطن وأهله شظاياهم واكتووا بنارهم قبل غيرهم لأنه في كل مجتمع شواذ يحيدون عن الصراط المستقيم. إن ما تطرق إليه الأستاذ تركي السديري بأن ليس كل ما يرد لجريدة الرياض يتم نشره وبخاصة الأمور والقضايا المشابهة حيث يعمد الى معالجتها بطريقة مثلى وتتم إحالتها إلى أصحاب الشأن لمعالجتها لأن نشرها في الجريدة ليس فيه صالح للوطن رغم ما ستخسره الرياض كما قال رئيس تحريرها من وهج النشر ولفت الأنظار والإثارة، ولكن المصلحة العامة للوطن مقدمة على المصلحة الخاصة للجريدة وهذا ما يجب أن يأخذ به معالي وزير الثقافة والإعلام ليكون قاعدة يسار عليها في تعامل الصحف المحلية مع هكذا اخبار يراد بها الإثارة والوهج الوقتي ولفت الأنظار دون النظر في العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا النشر. نعم إن وجود رجل عايش الإعلام ردحاً من الزمن وتبوأت صحيفته قمة الصحافة المحلية وتبوأ هو هرم الصحفيين السعوديين والخليجيين لهو سد منيع لعبث العابثين الذين يريدون لهذا البلد وأهله الهلاك في الطوفان وأن على جميع رؤساء صحفنا المحلية حذو جريدة الرياض بتغليب مصلحة البلاد والعباد على المصلحة الآنية. شكراً من الأعماق يرددها كل مخلص لهذا البلد لأستاذنا تركي السديري على يقظته وتصديه لكل ما يخل بثوابت هذا البلد. سائلين الله للجميع التوفيق والسداد وأن يوفق صحافتنا المحلية وكتابنا الأفاضل لما يخدم الدين الإسلامي وهذا الوطن العزيز علينا وبما يدحض به كيد الكائدين وعداوة المعتدين وافتراء الظالمين المضلين إنه ولي ذلك والقادر عليه.