أقسمت أن لا اكتب موضوعاً بعد عودتي من سفرة قصيرة للرياض، قبل أن اكتب عن محطات الطرق، وخاصة المرافق الصحية، وهي بعيدة عن الصحة كبعد رامسفيلد ومعزبه الكبير عن الصدق، بل ومفرخة لكل أنواع الأمراض والأوبئة. كما فرخت الحروب آلاف المشاكل والأمراض الاجتماعية والصحية والنفسية. على المسافر براً بالسيارة أن يكون بين أمرين، إما ان يجري عملية تركيب مثانة اضافية، أو ينزع الحياء ويعملها بالهواء الطلق، أما إذا كان حريصاً على تأدية الصلاة في وقتها وبالطريق فعليه أن يحمل ماءه معه، أو أن يتخذ صعيداً طيباً فيتيمم، والحمد لله ليس هناك منة من أحد فأكثر شيء في طريقنا هي الأصعدة الطيبة. مشكلتي انني لا استعمل أدوات التقنية الحديثة إلا لما أراه ضرورياً. فقد أخذ الأمر مني حوالي أربع سنوات قبل ان اقتني هاتفاً جوالاً. أما اقتناء هاتف مصور فلم يصل لتفكيري إلا وأنا اضطر لدخول مرافق الطرق السريعة. وإلا لعملت تقريراً صحفياً، لا يبقى على المعدة زاداً. أقسم أنني لا أقدر أن أعيد تذكر ولا على تذكر شكل الروائح التي اظنها استعارت عطراً من مقبرة (ريا وسكينة) ليكمل المسلسل تمثيلاً وإخراجاً وتصويراً ورائحة تعمدت محطات الطرق السريعة ذلك، وخاصة ونحن في إجازة العيد، وما تبذله من جهد لتكمل عطر حياتنا المنقولة من أخبار التلفاز لروائح الطرق السريعة. لكن من ذا الذي يهمه الأمر، ومن هومستعد لمراقبة تلك المرافق والطرق. الهيئة الوطنية للسياحة والتي تنفخ في قربة مقطوعة لتشجيع السياحة الداخلية. والطرق ومرافقها هي التي تقصر المسافات لمثل هذه السياحة وجعل دائرة النقود تدور في البلد، هل تتفق مع وزارات أخرى ومؤسسات أخرى لمراقبة نظافة وصيانة تلك المحطات ومرافقها الصحية والمساجد المرفقة بها، إنني أقسم برب الكعبة أن بعضها يخجل من ذكر اسم الله تعالى وتبارك فيها. السجاد أسود وكأنه ورث من أيام الجاهلية الأولى. هل هو مسؤولية البلديات في المناطق التي تقع تلك المحطات في حدودها. وهل تلك البلديات نائمة الدهر كله؟ هل هي مسؤولية وزارة الطرق، أم تراها مسؤولية المواطن أولاً وأخيراً الذي تعود الصمت حتى مل الصمت منه، أم ترى وزارة الحج لا تدري شيئاً عن طرق مرور حجاج ومعتمرين من إيران وتركيا والعراق والخليج عبرها. الصحة لا تعلم شيئاً ولا دخل لها ولا في ذهنها شيء عن الوقاية خير من العلاج، ام انها تفضل العلاج خيراً من الوقاية فالوقاية لا تحتاج لكميات كثيرة من الأدوية ولا مستودعات، ولا أشياء أخرى خلفها. أحلل نفسي من التطرق لها. مشكلة اننا من الضعف في التفكيرلدرجة أننا سنبحث في حل لهذا الأمر البسيط الذي لا يتطلب سوى حاوية نفايات وجرادل ماء وصابون تمر باليوم خمس أو ست مرات لتزيل وتنظف وتعقم، وايضاً نترك التعقيم نظافة يا خلق الله. أم ترى ننتظر وادياً يتصدع علينا، وخاصة على مرتادي الطرق الطويلة وأطفالهم فأغلب النفايات المرمية حفائظ أطفال، مما يعني احتمالاً كبيراً في اقتناص الأطفال العدوى بأسرع ما يمكن. وهات يا إرهاق وتعب للطفل والأم وربما يتطور الأمر لما لا تحمد عقباه كله بسبب شيء بسيط جداً، نظافة. نقول عن أنفسنا بمنتهى الثقة نحن مسلمون والإسلام حث على النظافة، والتطهر، بل ويأتي البعض ليندد بأجناس مدعياً عدم نظافة مجمعاتها. ان نظرة بسيطة على مرافقنا بالطرق السريعة تجعلنا ندخل مؤسسة (غينيس) للأرقام القياسية على اعتبارها أقذر مرافق العالم. عندما يحاول تجار السيارات وقطع غيارها، وأصحاب محلات التصليح التقليل من أهمية وجود سكك حديد، أما كان أولى بهم المساهمة بتشجيع ترتيب الطرق والعناية بمرافقها؟ لا أتصور أنني سآتي بما لم يؤت لو قلت لندفع ضريبة دخول لهذه المرافق، ريالاً أو ريالين ولكن لنجد شيئاً نظيفاً وصحياً. هذا مقالي عاجل ولمن يهمه الأمر إذا كانت النظافة أمراً يهم أحداً، وإذا كانت صحة المواطنين أمراً له من يطالب به. وإذا كان رضى المواطنين أهم من رضى أصحاب محطات الوقود بالطرق الطويلة.