الإثارة والتحدي خارج الملعب جزء من جمال كرة القدم وأحد أسرار عشق الملايين لها، فالتصريحات والتحديات في وسائل الإعلام تساهم بشكل مباشر في رفع مستوى اللقاءات وتجذب أكبر عدد من المتابعين وربما يصل الأمر إلى استقطاب غير الرياضيين . ٭ كرة القدم ليست تنافساً بسيطاً أو لقاء بين مجموعة من (الدبلوماسيين) الذين يجب عليهم أن يتصافحوا قبل المباراة وأن يبتسموا للمصورين لإلتقاط الصور التذكارية ثم يعيدون الكرة مرة أخرى بعد نهاية الدقائق التسعين في أجواء مثالية (زيادة عن اللزوم) لا تتناسب مع أجواء كرة القدم التنافسية . ٭ الإثارة جزء من الرياضة وهذه الإثارة لا تأتي بالكلمات البسيطة كما يقدمها مسؤول في أحد الأندية عندما يصف لقاء تنافسياً مع الفريق التقليدي المنافس قبل المباراة بتصريح موجز (سنقدم كرة جميلة مع شقيقنا الفريق الفلاني)، أو عنوان ثان يتكرر بين الحين والآخر (هدفنا إحراز الثلاث نقاط)، وكأن هدف الفريق في المباريات التي قبلها هو تضييع النقاط الثلاث! ٭ في سنوات سابقة يبرز الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - كأبرز محركي أدوات الإثارة في وسائل الإعلام، كلمات بسيطة جداً منه كانت كفيلة بإعطاء اللقاء مع المنافس وجهاً مختلفاً تماماً فيما لو كان التصريح تقليدياً، أذكركم بتصريحه الشهير قبل نهائي البطولة العربية عام 2000 حينما قال (أتمنى من الجمهور الهلالي التوجه للثمامة وعدم حضور المباراة لأن النصر سيفوز)، كان ذلك التصريح ليس مجرد كلمات قليلة فحسب بل كان جزءا من إثارة ذلك النهائي الشهير، حتى أن جماهير الهلال بعدما فاز فريقها بالكأس توجهت للإحتفال بالبطولة في الثمامة رداً على ذلك التصريح، أترك لكم تخيل الحال فيما لو كان التصريح على شاكلة (سنقدم مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية) . ٭ لعل جزء من شهرة الدوري الإنجليزي على مستوى العالم ليس كونه يتضمن مباريات ممتعة، بل لأن التنافس والإثارة الإعلامية كبيرة جداً وباسلوب راق وخال من الإساءات، وفي النقل التلفزيوني يحرصون كثيراً على تصوير الفريقين بدءاً بالممر المؤدي للملعب كون لاعبو الفريقين يطلقون التحديات بين بعضهم البعض (رغم أن قناة ART تحرمنا من هذه اللقطات حينما تبدأ نقل المباراة من ركلة البداية). ٭ على الجانب الآخر ورغم المبالغ المادية الكبيرة التي تضخ في الدوري الياباني إلا أن المثالية الزائدة التي يظهرها مسؤولو الأندية هناك جعل الأمر أشبه بدوري (المدارس) ولم يبق على اللاعبين هناك سوى الخروج من الملعب بعد نهاية المباراة على شكل طابور . شيوخ الرياضة رغم أن عدد أثرياء الوسط الرياضي لا يمثل ولو جزءا بسيطا مما هو موجود في الوسط الاقتصادي، على سبيل المثال إلا أن كلمة (شيخ) أصبحت تتردد بشكل مبالغ فيه لوصف إداريي ومسؤولي الأندية من قبل بعض الأقلام الصحفية، لنتخيل رئيس ناد يطلق عليه لقب (شيخ)، ويبدو أن المصطلح الجديد قابل للتعديل ليصبح (الشيخ الرياضي فلان الفلاني) . [email protected]