لقد كان للفريق المفاوض لدخول المملكة كعضو فعال في منظمة التجارية العالمية دور كبير في تجاوز الكثير من العقبات والصعاب، وكان لتوجيهات واهتمام ولاة الأمر ودعمهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد دور كبير في تجاوز هذه الصعاب المتنوعة، وبالفعال كان هذا الفريق الذي مثل المملكة من القطاع الحكومي والقطاع الخاص أهلاً للمسئولية التي ألقيت على عاتقه في فترة تعد من اصعب الأوقات بسبب الظروف والتقلبات العالمية المعروفة وتحقق المطلوب بالموافقة والتوقيع الرسمي الجمعة الماضية. وقد حرصت الغرفة التجارية على تعريف المجتمع الاقتصادي عن إيجابيات وسلبيات الانضمام إلى منظمة التجارية العالمية كجزء من مهام وواجبات الغرفة الملزمة بها ومن صميم تهيئة قطاع الأعمال في الرياض بشكل خاص للتغيرات التي نتوقع أن تحدث بعد الانضمام، والآن وبعد الموافقة النهائية والتوقيع الرسمي للدخول في هذه المنظومة سنواصل دورنا الهام في تعريف رجال الأعمال ومسئولي المنشآت الخاصة الكبيرة والصغيرة بمختلف الآثار الإيجابية والسلبية التي نتوقع حدوثها مع فتح السوق لمختلف السلع العالمية من خلال الندوات وورش الأعمال، ولن يخفي على كثير منها أن التنافس في كافة مجالات الأعمال التي ستخدم بلادنا اقتصادياً وسوف تفيد المواطن، سيكون لها مردود سلبي على من لم يستعد للمنافسة، وحتى لمن لم يعمل وفق مواصفات عالمية تنافسية من خلال الجودة والسعر المناسب. والجانب السلبي الذي نتحدث عنه يعد جزئياً، ولن يكون مؤثراً وبشكل مفاجئ بين عشية وضحاها على مسئولي قطاع الأعمال والمستثمرين في الداخل، ونحن لم نسع منذ مايقارب عشر سنوات بفريق اقتصادي من خيرة رجالات البلد للانضمام للمنظمة لو أننا كنا نتوقع الأثر السلبي بالصورة التي يتخوف منها الجميع وخاصة أن السوق في المملكة ومفتوح والتنافس موجود والخيارات المتعددة للمستهلك وحتى للمستثمر، والصناعة السعودية على سبيل المثال التي استطاعت ان تصل للخارج منذ سنوات تعتبر ذا جودة عالية، وستجد في ظل بنود هذه الاتفاقية أسواقاً أخرى كنا نطمح لها. وفي بلدنا ولله الحمد نعمل وفق تنافس شريف في كل قطاعات الأعمال المختلفة، وبجودة معروفة نعدها عاملاً أساسياً يجعلنا نتكيف مع الفترة الحالية في ظل التحدي المتوقع من فتح السوق السعودي، وبالتالي الأرضية متاحة منذ سنوات وليس هناك تخوف كبير كما يصوره البعض، والمهم أن نطلع على كافة بنود الأتفاقية ونستوعبها بشكل جيد حتى نتخذ قرراتنا كرجال أعمال ومسئولين في القطاع الخاص بصورة صحيحة تساعدنا في الاستمرار بنجاح. *رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض