عادت الحياة إلى مدارس التعليم العام والخاص والجامعات والكليات والمعاهد، ودبّ فيها النشاط والحيوية مع بدء الدراسي الجديد، فعودٌ حميد بإذن الله يحمل معه رغبة الطلاب والطالبات في أن ينهلوا من معين العلوم والمعارف ويخرجوا بفوائد جمة وعظيمة، تمكنهم من أن يكونوا هم المعتمد الذي يستند عليه المجتمع في المستقبل. قبيل بدء العام الدراسي الجديد، أصدر معالي وزير التعليم د. عزّام الدخيّل قراراً غير مسبوق ينص على فتح فصول تحفيظ للقرآن في مدارس التعليم العام، ولقي القرار ترحيباً في كافة الأوساط التعليمية وأبهج كثيراً من أولياء الأمور وقوبل بالرضا والدعوات للوزير، فالآمال والتطلعات بأن يكون عاماً استثنائياً فريداً، لاسيما وأن القرآن الكريم ذو بركة وتأثير في التحصيل العلمي. إن قطاعاً حيويّاً كالتعليم قطاع مهم، لذا فإن العناية بالمؤلَّف ابتداءً، فكرةً ومضموناً ومحتوىً وصياغةً وأسلوباً ثم باعتناء وتفاني وإخلاص من يقوم بتدريسه وإدراكه حمل الرسالة التعليمية التربوية على عاتقه، من شأنه أن يؤتي ثماره عاجلاً فينير عقلاً ويعدل خُلقاً ويدعّم سلوكاً، وسيترتب عليه النهوض بالمجتمع لتعلو مكانته بين المجتمعات. لا معيار يقاس به تقدم أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات سوى معيار العلم ومدى الحث عليه، فإذا ما جدّ أفراده في طلبه وكان العلم بارزاً فيهم لحقوا بركب الأمم المتحضرة المتقدمة وصار المجتمع بمن فيه حضارياً واعياً، وإذا ما تفشى الجهل في مجتمع عمّ فيه التخلف والفوضى وتقهقر سنين إلى الوراء! وإيماناً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تولي الدولة المباركة قطاع التعليم عنايةً فائقةً وتقدم دعماً لامحدوداً، فعلى كل من ينتسب إلى ذلك القطاع أن يعمل جاهداً لتكون مخرجات التعليم موائمةً ومتوافقةً مع ما أوجدته القيادة الرشيدة من المدخلات والمخصصات لقطاع يعنى بعماد الأمة وحاضرها ومستقبلها.