قال محتجون لبنانيون أمس الإثنين إنهم أرجأوا تظاهراتهم بعد ارتكاب مندسين لأعمال عنف وتخريب في بيروت. وكانت التظاهرات سلمية في بدايتها إلا أن جهات سياسية أرادت استغلال الغضب الشعبي لخلق حالة فوضى تمكّنها من السيطرة على البلاد تحت ذريعة فرض الأمن فأرسلت عناصرها للاندساس وسط المتظاهرين وارتكاب أعمال عنف وتخريب. وقال منظمو حملة (طلعت ريحتكم) -المعترضة على تراكم القمامة بعد إغلاق مكب النفايات الرئيسي- إنهم سيعقدون مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق لشرح قرارهم. واضافوا عبر حسابهم على موقع فيس بوك "الحراك لم ولن يتوقف، تأجيل تحرك اليوم إلى موعد آخر في الاسبوع ذاته ليس تراجعا انما نحتاج الى اعادة تقييم وترتيب المطالب. لم ولن نتخلى عن أحد ولا عن المطالب المحقة". وحاول المندسون اقتحام مكتب رئيس الوزراء ورشقوا الشرطة بالحجارة وأضرموا النيران في الأشجار وحطموا واجهات المتاجر واقتلعوا إشارات مرورية وأحرقوا آليات عسكرية ليلحقوا إصابات بثلاثين فرداً من قوى الأمن، أحدهم في حالٍ خطرة. وقال حسن شمص وهو من القائمين على الحملة إن مندسين هم وراء أعمال العنف وإن الحملة بدأت سلمية وستستمر سلمية. من جهته أكد رئيس الوزراء تمام سلام مسؤولية "قوى سياسية" على ارتكاب أعمال العنف في التظاهرات ومحاولة نشر الفوضى. ولوّح سلام بتقديم استقالته، وهو إجراء من شأنه التسبب بأزمة دستورية في البلد الذي لا ينتخب بعد رئيساً للجمهورية. وقال سلام في خطاب بثه التلفزيون "أنا بصراحة لن أقبل بأن أكون شريكا بهذا الانهيار. دعوا كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملون المسؤولية" وأضاف "موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية في البلد". إلى ذلك حذرت الكويتوالبحرين مواطنيها من السفر إلى لبنان حفاظاً على سلامتهم. ودعت السفارة الكويتية لدى لبنان في بيان لها أمس جميع المواطنين الكويتيين الموجودين في لبنان إلى أخذ الحيطة والحذر بشكل عام وعدم الاستمرار بالبقاء في ظل الظروف الأمنية الحرجة التي تشهدها البلاد معربة عن أملها في أن تمر هذه المرحلة بسلام. من جهتها قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان بثته وكالة الأنباء البحرينية "نظراً لما يشهده لبنان من أوضاع أمنية غير مستقرة، ندعو المواطنين البحرينيين المتواجدين في لبنان إلى المغادرة فورًا". كما دعت الوزارة المواطنين البحرينيين إلى الاتصال بسفارة مملكة البحرين لدى الأردن في حال حدوث أي طارئ.