نعم تبين السوء المخفي الذي يلبس به هؤلاء الشرذمة القليلون على خلق الله، وحصص الحق وبان الزيف. عداوة مبطنة لهذا البلد وأهله وحكامه، وحرب على مقدراته، واستحلال للدم الحرام، ونكاية بالمصلين الموحدين... ولكن عاقبة عمل المفسدين وخيمة: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}. وقد استدرجهم الشيطان ببغيهم وعدوانهم: {إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}. هون عليهم جريمة سفك الدم الحرام، فلما وقعوا كأن المشهد يتكرر عندما قال الشيطان لقوم أطاعوه وقد زين لهم طرق الغواية والضلال: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب}. ما أشبه الليلة بالبارحة، تكفير وتبديع وتفسيق.. وهل تحققت أحلام الحالمين وأمانيهم؟ لقد أصبحوا طعاما للرصاص، وعبرة للمعتبرين، ومطايا للناكثين، وشماتة للشامتين، أوقعوا أهليهم في الحرج، وأحرقوا أعمارهم بالشطط، واستعجلوا قطع آجالهم، وهذا دأب كل من ابتلي بالخلل في فكره ومنهجه!! لقد أثاروا بتصرفاتهم الحمقاء أولئك المتربصين بالاسلام وأهله، وجعلوا لهم مقالة ومأخذا فوصفوه بالعنف وهو من ذلك براء، بل وتجرأ قوم على المسلمات وطعنوا فيها وأوذي بعض المسلمين وفرضت عليهم القيود وأصبحوا متهمين ما لم يثبت العكس! إن مصادر التوجيه في بلادنا من منابر ومدارس واعلام مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تضاعف الجهد في توجيه أفراد المجتمع وتحصينهم من أهل الهوى وفساد الرأي، وهي دعوة للمعلمين بأن يفتحوا قنوات الحوار مع طلابهم حتى يتبصر الجاهل ويقتنع المتجاهل، وهي دعوة للشباب جميعا أن يلتفوا حول العلماء وأن يكونوا على حذر من الشبهات التي يبثها أهل الزيغ والضلال عبر وسائلهم المختلفة، وما يلبسونه لباطلهم تسويقا لبضاعتهم الكاسدة. أسأل الله ان يحمي بلادنا وأهلها وقيادتها من كل سوء، وأن يرد كيد المفسدين إلى نحورهم، ويهدي ضال المسلمين ويرده إلى جادة الحق والصواب، والحمد لله رب العالمين. ٭ مدير التربية والتعليم بمحافظة الزلفي